السبت، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

لماذا حزب التحرير ح20 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة دراسة النفس الإنسانية

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.


أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم احبتنا الكرام، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:


لماذا حزب التحرير؟


إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة، وموضوعنا اليوم عن دراسة النفس الإنسانية.


لقد سبقَ حزبُ التحريرِ من يوصفون بعلماءِ النفس في النظرة الصحيحة إلى النفس الإنسانية، فأدركَ واقعَها، وفصّلَ في مكوّناتها، وعلاقةِ تلك المكوّنات بالنفسِ خاصةً، وبشخصية الإنسانِ عامّةً.


ومعَ أنّ الحزبَ ليسَ مدرسةً ولا جامعةً، وليس متخصصاً في ما يسمى بعلم النفس أو علم التربية أو علم الاجتماع، لكنَّ الأساسَ الفكريَّ الصحيح الذي اتخذه حزبُ التحريرِ لنهضة الأمة يصلُحُ أن تُبنى عليه جميعُ أفكارِ الحياةِ، فوضعَ الخطوطَ العريضةَ لبحثِ النفسِ الإنسانيةِ، فقد بحثَها في كتاب التفكير مثالاً على خطأ علماءِ النفسِ في نظرتهم إلى الغرائز، وبحثها حينَ بحثَ الشخصيةَ وكيفية تكوينها وبنائها، ووضع الخطوطَ العريضة لبحث علم الاجتماع حين بحث التغيير في المجتمعات، ووضع الخطوط العريضة لعلم التربية حين بحثَ نظام التعليم، وهكذا..


قلنا إن حزبَ التحريرِ سبق علماءَ النفس في النظرةِ الصحيحةِ إلى النفسِ الإنسانية، فوجدَ أن لدى كلِّ إنسانٍ طاقةً حيويةً تدفعُه للسلوك، وعقلاً يحمل المفاهيم عن السلوكات المختلفة لإشباع الطاقة الحيوية.


وقسّمَ الطاقةَ الحيويةَ قسمين، من جهةِ حتميةِ الإشباع أو عدم حتميته، ومن جهة كيفية إثارةِ كلِّ قسمٍ، فالقسم الأولُ: الحاجاتُ العضويةُ؛ كالأكلِ والشربِ والنوم..، فهذه تكون إثارتُها داخليةً، فحينَ نقص الماء في الجسم مثلاً تحصلُ عملياتٌ بيولوجية في جسم الإنسان ترسلُ للدماغِ رسالةً بالحاجةِ إلى الماءِ فيشربُ.

 

وهذه الحاجات إشباعُها حتميٌّ، أي إنَّ عدمَ إشباعِها يؤدي إلى الموت، فعدم الشربِ لفترة طويلة، أو عدم الأكل لفترة طويلة، يؤديان إلى الموت، وهكذا.


والقسم الثاني: الغرائزُ، ولها مظاهرُ، فالغرائزُ عند الإنسان ثلاثٌ: البقاء، النوع، التديّن. ولكلٍّ منها مظاهرُ متعددةٌ، فمن مظاهر غريزةِ البقاءِ: حب الذات، وحب الخلود، وكراهية الموت، والعدوان، والتملك...، ومن مظاهر غريزة النوع: الميل الجنسي بين الذكر والأنثى، والحنان، والعطف، والشفقة، والأمومة، والأبوة، والبنوة...، ومن مظاهرِ غريزةِ التديُّنُ: الإحساسُ بالنقص الطبيعي، والإحساس بالعجز الطبيعي، والإحساسُ بالاحتياج، والإحساسُ بالمحدودية، وحب التقديس، والحاجة لقوة تختلف عن كلِّ القوى البشرية، والحاجة لمن يتوكل عليه في كل أموره ويعتمد عليه... وغير ذلك.


والغرائزُ إثارتُها خارجية، بواقعٍ خارجيٍّ، أو بالفكرِ وتداعي المعاني، فعندما يرى الإنسانُ سيارةً فارهةً مثلاً، أو يفكرُ فيها؛ يثورُ لديه دافع التملّك من غريزة البقاء، ويتمنى الحصول على مثلِها. ولكنَّ إشباعَ الغرائزِ ومظاهرِها ليس حتمياً، إذ إنَّ عدمَ إشباعِها لا يؤدي إلى الموت، وإن كان يؤدِّي إلى القلقِ والانزعاج.


وقد فرّق حزبُ التحريرِ بين الغريزةِ ومظهرِها، فالغريزةُ أصلُ الطاقة لا يمكنُ محوُها أو إزالتُها، أما المظهرُ فهو الشكلُ الذي تظهرُ به تلك الغريزةُ حين وجودِ مثيرٍ لها، والمظهرُ يمكنُ محوُه أو الاستغناءُ عنه بغيرِه من المظاهرِ الأخرى، فنجدُ بعض الناس يغلب عليهم مظهر معين من مظاهر البقاء مثلاً، ولا يظهرُ عليهم مظهر آخرُ من الغريزةِ نفسِها، فيتغلبُ عند بعضِهم مظهرُ حب الذات، ويختفي عندهم مظهرُ الإيثار، ويظهرُ عند بعضهم الميلُ الجامحُ نحوَ الأمِّ براً وطاعةً، وربما كان أحياناً على حساب الميل للزوجةِ، أو العكس، وهكذا، فالمظهرُ يمكنُ تغلُّبُه على غيرِه، ويمكنُ أن يضعفَ، ويمكنُ ألا يظهرَ أبداً، لكن أصل الغريزة لا يمكنُ زوالُه عند الإنسان.


وقد بيّن حزبُ التحريرِ علاقةَ الطاقةِ الحيويةِ بقسميها عند الإنسانِ مع العقل، وأن تميّزَ الإنسانِ الأبرزَ إنما هو في عقله، فبعد تحرّكِ الطاقةِ الحيويةِ التي تدفع لإشباع حاجةٍ عضوية، أو مظهرٍ غريزيٍّ، يأتي دورُ العقلِ، ليقرر هل يشبعُ أو لا يشبعُ، ويختارُ بين المشبعاتِ حين تعدّدِ المشبعات وحين إرادةِ الإشباعِ، فقرارُ الإشباعِ مرتبطٌ بمفهوم الإنسانِ عما يريدُ إشباعَه، فنجدُ الجائعَ يندفعُ ليأكلَ ويسدَّ هذه الحاجةَ، ونجدُه يختارُ ماذا يأكلُ، وماذا لا يأكلُ، فالمسلمُ يأكلُ الحلالَ، ويجتنب الحرامَ، بناءً على مفهومِه عن الشيءِ المشبِعَ، ونجدُ الصائمَ مثلاً عندما يحسُّ بالجوعِ نجدُهُ يمتنعُ عن الأكلِ لوجودِ مفهومِ الصيام الذي يحرّمُ عليه الأكلَ والشربَ في نهارِ الصومِ، وهكذا مع كلِّ دافعٍ من دوافع الطاقةِ الحيويةِ.


ولعلّ هذه الفكرةِ من أهمِّ الأفكارِ التي تميّزُ حزبَ التحريرِ وأعظمِها، مع كثرة هذه الأفكار العظيمة، ومن هنا كانت النهضةُ بالفكر، وبناء المفاهيم الصحيحةِ عن الحياةِ على الفكر.


نعودُ إلى التفريق بين الغرائز والحاجات العضوية، وأثرِ هذا التفريقِ في المعالجاتِ، ونبيّن هذا الأثر بمثالين سريعين، أولهما تنظيم العلاقات بين الرجل والمرأة، فيلاحظ في التشريعات أنها منعت أسباب الإثارة الخارجية في غير الحياة الزوجية، وهذا يتناسبُ مع كون الميلِ الجنسيِّ مظهراً من مظاهرِ غريزةِ النوعِ، فمنعَ الإسلامُ الإثارةَ في غيرِ موقعِها الصحيح، وصان المجتمع من الفوضى الجنسية، وصنعَ مجتمعَ الطهرِ والعفافِ بمنعِ الإثارةِ في غيرِ موقعِها الصحيح في دائرةِ الزواج.


والمثالُ الثاني في ضمان الحاجاتِ الأساسية للأفرادِ فرداً فرداً، كالأكل والشرب، فهي حاجاتٌ عضويةٌ لا بد من إشباعِها لكلٍّ فرد بغضِّ النظر عن دينِه أو لونهِ أو جنسِه، لأن عدم إشباعها يؤدي إلى الموت، فتضمن الدولة الإسلامية الحاجاتِ الأساسيةَ لمن يعجزُ عنها، وليس له وارث قادرٌ على الإنفاق عليه.


أوليسَ هذا الحزبُ العظيم؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ كلَّ الناسِ، المسلمَ منهم وغيرَ المسلم، إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وبمعاونة خيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟


فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟


إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ.

 

اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.


==========


قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:


لماذا حزبُ التحرير؟


هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير


وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع