مع الحديث الشريف باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة"
حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قال: فكبرنا، ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قال: فكبرنا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود، أو كشعرة سوداء في ثور أبيض".
أيها المستمعون الكرام:
أي شرف هذا وأي تكريم هذا الذي خصكم الله تعالى به؟ أي شرف وأي تكريم لهذه الأمة من بين أحمر وأصفر وأبيض وأسود من الناس؟ فكبروا كما كبر أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. نعم لقد جاء هذا الحديث مصداقا لقوله تعالى في كثير من الآيات، قال تعالى: ((وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُون". وقوله تعالى في قوم نوح عليه السلام: "وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ))، وقوله تعالى في سورة يوسف: ((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُون))، وقوله تعالى على لسان داود عليه السلام ((قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ))، وقوله تعالى في سورة سبأ: ((اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)).
أيها المسلمون: هذه بشارة نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم- ألا تقع هذه البشارة منكم موقعا؟ ألا تقع في قلوبكم موضعا فتوطنوا أنفسكم لتكونوا من أهل الجنة؟ ولتعملوا مع العاملين المخلصين الجادين لإعادة حكم الله إلى الأرض من جديد، بعد أن غاض عن الوجود وركنت الأمة إلى الذين ظلموا، هل يقبل من بشره الله تعالى ورسوله بالجنة أن يبقى صامتا في زمن وجب فيه التغيير؟ إذن فلنشمر عن ساعد الجد ولنعمل مع حزب التحرير الذي أخذ على نفسه عهدا أن لا يألو جهدا للقيام بذلك. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم آمين.
مستمعينا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم