مع الحديث الشريف أيام التشريق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
روى مسلم في صحيحه قال:
و حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ قَالَ خَالِدٌ فَلَقِيتُ أَبَا الْمَلِيحِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَذَكَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَزَادَ فِيهِ وَذِكْرٍ لِلَّهِ.
جاء في شرح النووي على مسلم قوله:
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، وَفِي رِوَايَة: (وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وَفِي رِوَايَة: (أَيَّام مِنًى)، وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ قَالَ: لَا يَصِحّ صَوْمهَا بِحَالٍ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَة وَابْن الْمُنْذِر وَغَيْرهمَا.
وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء: يَجُوز صِيَامُهَا لِكُلِّ أَحَدٍ تَطَوُّعًا وَغَيْره، حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَابْن عُمَر وَابْن سِيرِينَ، وَقَالَ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَإِسْحَاق وَالشَّافِعِيّ فِي أَحَد قَوْلَيْهِ: يَجُوز صَوْمهَا لِلتَّمَتُّعِ إِذَا لَمْ يَجِد الْهَدْي، وَلَا يَجُوز لِغَيْرِهِ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ اِبْن عُمَر وَعَائِشَة قَالَا: لَمْ يُرَخِّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ.
وَأَيَّام التَّشْرِيق ثَلَاثَةٌ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَشْرِيقِ النَّاسِ لُحُومَ الْأَضَاحِيّ فِيهَا، وَهُوَ تَقْدِيدُهَا وَنَشْرُهَا فِي الشَّمْسِ، وَفِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب الْإِكْثَار مِنْ الذِّكْر فِي هَذِهِ الْأَيَّام مِنْ التَّكْبِير وَغَيْره.
شُرع عيد الفطر يوما واحدا، فهو يأتي بعد تمام شعيرة الصوم بانتهاء شهر رمضان لكن العيد في الأضحى أربعة أيام: يوم النحر حيث يرمي الحجيج الجمرة الأولى ثم ينحرون هديهم ثم يتحللون من إحرامهم ثم يطوفون طواف الإفاضة، أما أيام التشريق فيُتمون فيها رمي باقي الجمرات، وينحر هديه من لم ينحر يوم النحر, فكانت أيام التشريق تمام شعائر الحج، فهي كيوم النحر أيام عيد، أيام رمي ونحر وأكل وشرب, وسرور ومرح.
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ:
"أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى".
وَقَالَتْ عَائِشَةُ :"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ".
العيد يعني الفرح والسرور, والخروج عن المألوف في الحياة اليومية، عن الرتابة والروتين، لكن الإسلام أضاف لهذا المعنى شيئاً من السمو والرفعة، إذ ربط العيد بعبادة عظيمة هي ركن من أركان الدين, فكان الفرح فيه شكراً لله على أن أعاننا ويسر لنا إتمام عبادتنا وكان المرح تجديداً للهمة والنشاط في أعمالنا وعباداتنا, لنبقى دائما عالِيْ الهمة, بعيدِيْ الطموح, مليئين بالقوة بالنشاط، تخيم علينا أجواء الإيمان فلا ننسى أثناء احتفالنا بالعيد أن نبقي احتفالاتنا في حدود ما أباح الله من متع ولهو مباح, ونصحبها بالتضرع له سبحانه أن يتقبل منا أعمالنا, ويغفر لنا أخطاءنا, ويتم نعمته علينا بالنصر والتمكين لنحتفل بأيام النحر والتشريق في قابل، تحت ظل دولة الخلافة وبرعاية خليفة المسلمين, لتملأ الأرض عدلا بعد أن امتلأت جورا, ورعاية بعد أن امتلأت ظلما, إن الله سميع مجيب.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.