مع الحديث الشريف باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي" بتصرف" في "باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات".
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا سعيد من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة، فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها علي يا رسول الله. ففعل، ثم قال: وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله".
قوله صلى الله عليه وسلم: (وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله) قال القاضي عياض - رضي الله عنه - : يحتمل أن هذا على ظاهره، وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر، وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدرِّي، قال: ويحتمل أن المراد الرفعة بالمعنى، من كثرة النعيم وعظيم الإحسان مما لم يخطر على قلب بشر، ولا بصفة مخلوق، وأن أنواع ما أنعم الله به عليه من البر والكرامة يتفاضل تفاضلا كثيرا، ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد، قال القاضي: والاحتمال الأول أظهر وهو كما قال، والله أعلم.
ها هي الجنة فتحت أبوابها للمسلمين المجاهدين، ها هي الثورات تكتسح كل الحواجز التي وضعها الحكام، وتعلن بأعلى الصوت: "على الجنة رايحين، شهداء بالملايين" ها هم رجال الأمة يخرجون في الشام لموعود الله، فهنيئا لكم أهلنا في الشام هذه المنزلة، وهنيئا لكم بشرى رسولكم الكريم - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة"، فهذه الجنة ومراتبها قد تزينت لكم، ولمن يلحق بكم من أبناء هذه الأمة.
أيها المسلمون: ولكي لا تخذلوا إخوانكم في الشام، ولكي تفوزوا بالجنة والدرجات، قوموا بالتغيير على حكامكم كما قام إخوانكم في تونس وليبيا ومصر واليمن والشام، ووحدوا هذه الثورات، وادعوا أبناءكم الذين في الجيوش ليثوروا معكم لخلع الحكام الأنجاس، ولتوحدوا بلادكم بإزالة الحدود الوهمية المصطنعة، تغسلوا عار السنين الذي لحق بكم، بسكوتكم عن حكامكم وعدم تطبيق شرع ربكم. ولتوحدوا أمتكم على خليفة واحد، يحكمكم بشرع الله. فهذا والله إيمان بالله وبرسوله، وفوز بالجنة وبالدرجات.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.