الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف حق التصرف بالمال المملوك

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحييكم أحبتنا الكرام في كل مكان مع حديث نبوي جديد من برنامجكم مع الحديث الشريف, ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


روى النسائي في سننه قال:


أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:


"جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَلَا يُنْفِقُ عَلَيَّ وَوَلَدِي مَا يَكْفِينِي، أَفَآخُذُ مِنْ مَالِهِ وَلَا يَشْعُرُ؟ قَالَ خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدِكِ بِالْمَعْرُوفِ.


جاء في حاشية السندي:


قَوْله (رَجُل شَحِيح)


أَيْ بَخِيلٌ


(بِالْمَعْرُوفِ)


أَيْ بِالْقَدْرِ الَّذِي يُتَحَمَّلُ فِي الْعُرْف أَخْذُهُ

 

في هذا الحديث أباح الرسول للمرأة التي يقصر زوجها في النفقة عليها وعلى أولادها أن تأخذ من ماله ما يكفيهم دون إذنه.


مع أن المال هو ملك للزوج وهو صاحب الحق في التصرف فيه إلا أن حق التصرف إنما اكتسبه المالك بإذن الشارع له بالتملك ومن ثم بالتصرف ....وهو أي التصرف يجب أن يتحقق فيه الانتفاع بالمال المملوك انتفاعا يعود بالفائدة على المالك وعلى المجتمع الذي يعيش فيه وفق أحكام الشرع, لا يتجاوزها, فإن لم يحسن المالك إنفاق ماله على الوجه الذي أراده الشرع بأن بخل به أو أنفقه على المحرمات حرم من حقه في التصرف بماله لأن التصرف مرتبط بطاعة الله فيما شرع من أحكام للتصرف بالمال .....فليس المالك مطلق التصرف بما يملك ....بل هو مقيد بحدود الشرع التي حددها للانتفاع بالثروة ولا يجوز له تجاوزها.


فمثلا في قصة هند هذه فإن أبا سفيان لم يلتزم حدود الله في تصرفه في ماله, فقصر في نفقته على عياله مع أن نفقته عليهم واجبة .....لذا فقد أباح الشرع لزوجه أن تنفق من ماله على من تجب عليه نفقتهم دون إذن منه .....


وعليه فإن ملكية المال في الإسلام والتي تعني حق التصرف إنما تعني الانتفاع بالمال المملوك, وحق التصرف إنما يعني الحق بتنمية المال والحق بإنفاقه: نفقةً وصلةً. ولا تعني أبداً حق تبذيره أو إضاعته دون فائدة كما لا تعني كنزه وحرمان المجتمع من منفعته وخاصة حرمان أصحاب الحق فيه من الانتفاع به.


مستمعينا الكرام ....بالأمس كان الرسول ثم خلفاؤه من بعده يقومون على رعاية مصالح الناس, وحفظ حقوقهم فيمنعون المكلف من التقصير في حق من هو مكلف برعايتهم ....ويأخذ على يد المبذر أو البخيل أو السفيه .....فمن للناس اليوم يقوم على مصالحهم ....ويضع أحكام الله موضعها من التطبيق ......؟


أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر, نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع