الأربعاء، 01 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق حملة الهاشتاغ (ليس بإسمي#) تهمِّش المسلمين في بريطانيا مرةً أخرى (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


تهافتَ الفتيان والفتيات المسلمون في المملكة المتحدة على وسائل (التواصل الاجتماعي) لإدانة الجماعة المقاتلة، تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، قائلين إن مثل هؤلاء المتطرفين لا يمثلون الإسلام. وقد قالت الجمعية الخيرية البريطانية التي نظّمت هذه الحملة، "مؤسسة التغيير الإيجابي"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، أن حملة الهاشتاغ "ليس بإسمي#" أتاحت للمسلمين الفرصة "لشجب" أعمال "العنف الهمجية" التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية بكلماتهم هم أنفسهم.


وكان حنيف قادر، مؤسس تلك الجمعية، قد قال عقب قتل الصحفي ديفيد هينز وخطف عامل الإغاثة البريطاني ألان هيمينغ: "إن جريمة قتل رجل بريء ليس لها ما يبررها لا من دين ولا من طريقة عيش مهما كانت في الحياة. إن هؤلاء الإرهابيين، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "ليسوا مسلمين حقيقيين؛ إنهم لا يطبقون تعاليم الإسلام الصحيحة، وهي السلام والرحمة والشفقة؛ وهم الأعداء للجنس البشري برمّته."


يأتي هذا ولم يكد يمضي أسبوع واحد على قيام ما يزيد على 100 إمام [مسجد] بريطاني بالتوقيع على رسالة نشرت في صحيفة الإندبندنت تنأى بالمسلمين في المملكة المتحدة عن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وتتوسل إليه لإطلاق سراح ألان هيمينغ.


وسرعان ما تبعتها حملة هاشتاغ نظيرة لتلك التصريحات وهذه الرسالة، حملة تفيض سخريةً تهكّمية. إذ ظهرت حملة هاشتاغ "اعتذارات من المسلمين#" يوم الثلاثاء 23 أيلول/ سبتمبر، وما لبثت هذه أيضاً حتى اكتسبت زخماً كبيراً وأحدثت صدى واسعاً. حيث استُخدمت نحو 30 ألف مرة خلال ال 48 ساعة الماضية.


فقد كتب أحدهم "أنا آسفٌ على اكتشافنا كمسلمين علم الجبر والكاميرات والجامعات والمستشفيات، بل وحتى القهوة." وقال آخر "أنا آسفٌ على القهوة والشيكات والمظلات والكيمياء واللقاحات والصابون والشامبو والكاميرات." وقال ثالث "أنا آسفٌ لأن امرأة مسلمة، هي فاطمة محمد الفهري، كانت هي من أنشأت أول جامعة في العالم."

التعليق:


من الواضح أن هذه الحملة، شأنها في ذلك شأن حملات كثيرة غيرها وقعت في الماضي، يجري استخدامها لتضييق الشراك الخبيثة أكثر فأكثر حول المسلمين في بريطانيا، شراك وضعهم في موقف من يجب عليهم الاعتذار بسبب ما يقترفه آخرون من أعمال. والأبشع منها، ذلك الربط الماكر البئيس من قبل وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين بين أعمال تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من جهة، وبين تطبيق الشريعة الإسلامية ومصطلح "الخلافة" من جهة أخرى.

 

وهما مسألتان لا صلة بينهما على الإطلاق. وهم يهدفون من ورائها مجدداً إلى تثبيط وإبعاد المسلمين عن تطبيق جوانب أصيلة أساسية من دينهم. ما يعني أن عملية الشيطنة باقية، وما زالت متواصلة. الأمر الذي جعل البعض من أبناء الأمة يخشون تطبيق الإسلام على صعيده الشامل، ويسعون عوضاً عن ذلك إلى كسب ودّ الغرب وإعلان الولاء لبريطانيا وقيمها الفاسدة.


لكن المؤسف والمحزن أن الأشخاص الذين وقعوا الرسالة الموجهة إلى مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لم يقعوا في هذا الفخ فحسب، بل وتجاهلوا كذلك بالكلية الأسباب الكامنة وراء أعمال التنظيم. وهي أسباب ترجع في مجملها إلى سياسات الغرب الخارجية القائمة على غزو البلدان الأخرى واحتلالها ونهب ثروات شعوبها. وينسى الكثيرون، أو يتناسون، أن الإسلام عندما طُبّق كله، كنظام حياة وطريقة عيش، نَعِم في ظل دولته المسلمون وغير المسلمين بالطمأنينة والرخاء. وكانت دولته مشعل الهداية ومنارة التقدم والازدهار للعالم أجمع. ولم يوقفها عن مواصلة سيرتها ومسيرتها العظيمتين شيء سوى تدخل القوى الغربية الاستعمارية في شؤونها، والقضاء عليها في 1924م.


لهذا، وغيره، يجب على المسلمين في بريطانيا أن يسألوا أنفسهم، ويرفعوا عقيرتهم بسؤال الآخرين أيضاً، لماذا يُطلب منهم شجب الإرهاب لا لشيء إلا لأنهم يدينون بالإسلام؟! إن وحشية بعض أعمال تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد أصابت غالبيتنا بالروع؛ ولكن لماذا يُضغط علينا لنعبّر عن اشمئزازنا منها وننشره على الملأ؟ إن هذا الضغط ما هو إلا عمل استعبادي يكرس الشعور بالذنب من خلال ربطه بالدين.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع