الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خبر وتعليق - "لقد أخذوا يهودنا وأعطونا العرب"- ألمانيا واللاجئون السوريون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 خبر وتعليق

 

"لقد أخذوا يهودنا وأعطونا العرب"- ألمانيا واللاجئون السوريون

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

الجميع يتحدث عن ألمانيا. في خضم أكبر هجرة بشرية منذ الحرب العالمية الثانية، وكما بكى العالم على مرأى الجسد الصغير لإيلان الكردي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، فاجأت القائدة الألمانية أنجيلا ميركل أوروبا والعالم عندما أعلنت أن ألمانيا سوف تسمح لأي سوري يصل ألمانيا طلب اللجوء. مما أدى بالوزير الفرنسي السابق إلى حد النكتة فقال، "أخذوا يهودنا وأعطونا العرب".

 

أما بالنسبة للألمان، فإنهم يتحدثون عن أولئك الذين أداروا ظهورهم لإخوانهم أهل سوريا؛ انتقادات مذهلة من موقف السعودية الساخر تجاه لاجئي سوريا قد ظهرت في الصحيفة الألمانية: فرانكفورتر ألجماينه زايتونج، التي نشرت مقالا بقلم راينر هيرمان في 8 أيلول/سبتمبر 2015، تحت عنوان: "شبه الجزيرة العربية تغلق حدودها على نفسها".

 

 

التعليق:

 

كلمات راينر هيرمان قد تحولت إلى سكينٍ تخللت إلى داخل القلب المظلم من النفاق الذي تمثله السعودية ودول الخليج، وكلما تخلل السكين أعمق فإنه يثبت الأنظمة لجدار العار الذي ينبغي أن يلدغ كل مؤمن يشاهد جماهير المسلمين المنهكين والمظلومين يجابهون المشقة والخطر والمذلة بشجاعة مولّين ظهورهم إلى البلدان التي لفظتهم فارغي الأيدي.

 

قال هيرمان أن "دول الخليج والمملكة العربية السعودية تصم آذانها لإخوانهم المسلمين من الحرب الأهلية"، وانتقد وعد السعودية ببناء 200 مسجد للاجئي سوريا في ألمانيا. ولقي رأيه صدى عند الإلحادي المتشدد ريتشارد دوكينز، الذي وصف الوعد السعودي في تغريدة له بأنه: "إما مزحة سمجة أو إهانة سمجه إلى الكرم الألماني". في حين أن دوكينز قد وصف جميع الأديان بالضارة، فقد استخدم هيرمان بمهارة موضوع الدين لإظهار نفاق حكام دول الخليج الغنية في "بناء أكبر المساجد، وأطول المباني والقصور الرائعة"، "في حين يديرون ظهورهم إلى إخوانهم في الدين من سوريا". وقارن جفاء "خادم الحرمين الشريفين" بسخاء "الكثير في القارة المسيحية".

 

بطبيعة الحال، فإن كرم "الكثير في القارة المسيحية" ليس عالمياً. إن المجر تتسابق لإكمال الجدار التي من شأنها عرقلة الهجرة في المستقبل عبر أراضيها، وتم تصوير صحفية مجرية تركل وتعرقل اللاجئين الفارين، من بينهم أطفال في شريط فيديو كئيب انتشر على مواقع وسائل التواصل. وانتقد السياسيون في جميع أنحاء أوروبا وألمانيا قرار ميركل بأنه "نتيجة الهلع والتفكير المشوش"، والعديد من القطارات التي جلبت اللاجئين عبر أوروبا منذ ذلك الحين قد أخرجت من الخدمة.

 

تحولت مقالة هيرمان إلى سكين مرة أخرى، ولكن فقط بعدما تساءل عن: "الأخوة العربية..." ونقل أقوال بعض اللاجئين عن الدول العربية الذين ينكرون التأشيرات:

 

"أقسم بالله سبحانه وتعالى، بأن العرب هم الكفار". قامت السعودية بنشر بعض الأرقام الخادعة وذرائع ضعيفة بعد بضعة أيام من نشر مقالة هيرمان، والتي تم تداولها في الصحافة البريطانية المخزية دون أي انتقاد، وذلك ربما لأن بريطانيا، التي أنشأت الحدود الملطخة بالدماء اليوم والأعلام الوطنية للأمراء الخونة القذرين، والذين اتبعهم من الحكام مثل بشار، لم ترد الإساءة إلى النظام في السعودية لفتات وبقايا إمبراطوريتها السابقة. من يستطيع أن ينسى ونحن نقترب من موسم الحج، الذي كان سابقا يسمى "شريف" مكة الذي كان يتآمر مع البريطانيين ضد الخلافة العثمانية في الطاولات التفاوضية المخزية، بينما كانت بريطانيا تقيم صفقات أخرى في الخفاء مثل إعلان بلفور واتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت التي من شأنها أن تجعل التأشيرات حاجزا أمام الإخوة.

 

لم يكن لدى المدافعين السعوديين ردا على قول هيرمان "أن السعودية تقوم بما هو أسوأ من كل هذا، لأنها تقوم بقتل المسلمين في اليمن"، بالفعل أفقر دولة في العالم العربي، والتي يقصفونها إلى فتات، في حين كان بالإمكان التوصل إلى تسوية سياسية". إن لاجئي اليمن ينضمون إلى لاجئي سوريا في الفرار من إرهاب الحكم الاستبدادي، ولكن ليس إلى السعودية بطبيعة الحال، التي "أحكمت أمن حدودها بشكل جيد للغاية."

 

يبقى سؤال في الحديث عن الجزيرة العربية. هل راينر هيرمان نسي أن يذكر المثال النبيل للأخوة الإسلامية، في عهد النبي محمد r لهؤلاء اللاجئين الأوائل الذين هاجروا من مكة إلى المدينة المنورة تاركين وراءهم كل ممتلكاتهم؟ هذا من شأنه أن يجعل القصة ذات نقيض مناسب لهذه الأحداث المخزية في الوقت الحاضر، ولكنها لن تناسب السرد الكاذب بأن الغرب يقوم بإنقاذ الإنسانية.

 

في الواقع، هناك خلل في مقالة هيرمان فهي تدعي بأن اللاجئين لا يريدون أن يعيشوا في "بلد غير حر مثل المملكة العربية السعودية... لأنهم يتعطشون للحرية"، ولكن الحقيقة هي أن كذبة "الحرية" هي التي أدت إلى هذه الكارثة وجميع الكوارث التي سبقت ذلك. في "مسيرة الحرية العربية من مكة إلى دمشق" التي وصفها ضابط الجيش البريطاني تي إي لورانس قبل قرن من الزمان خلال "الثورة العربية" ضد الخلافة العثمانية ما زالت تدور، وقد أدت هذه "المسيرة للحرية" إلى ترسيخ الدول الاستبدادية والاعتداءات العسكرية الغربية التي جلبت الكثير من الألم والأذى للمسلمين. إن التصاميم الأمريكية الأوروبية للحرية العربية، بكل الوسائل النزيهة والملتوية، قد عنيت فقط بالحفاظ على الوضع الراهن وتأجيل العودة الحتمية للإسلام والخلافة الإسلامية الراشدة للبشرية، التي تعد بالحكم بالحق والعدل والتي في الوقت الراهن تكمن ضحية في مذبحة الحرية الكاذبة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع