- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
الجزائر إلى أين؟
الخبر:
أفاقت الجزائر أمس الاثنين من دون وجود الجنرال توفيق في مكتبه لأول مرة منذ 25 عاما، فمن كان يوصف بصاحب «السيجار» أو «رب الدزاير (الجزائر) بدأ أول يوم له في التقاعد، ورغم أن كثيرين لم يستفيقوا بعد من هول الصدمة، إلا أن تساؤلات كثيرة بدأت تطرح عن «ما بعد الجنرال توفيق»، وعن خلفيات الإقالة الأكثر شهرة في تاريخ الجزائر الحديث.
التعليق:
أولا: إن الصراع الدولي على منطقة شمال أفريقيا ظاهر بشكل كبير لا لبس فيه حيث تريد الولايات المتحدة وجود القاعدة الأمريكية (أفريكيوم) في شمال أفريقيا لتنطلق منها وعينها على الجزائر لوجود هذه القاعدة، إلا أن الجزائر رفضت بقوة وجود هذه القاعدة ووقفت في وجه السياسات الأمريكية في شمال أفريقيا خاصة في مالي وليبيا وتونس.
ثانيا: لقد أحدثت تونس ضجة كبيرة بقبولها وجود بعض القوات الأمريكية في تونس غضب الجزائر وهددت الأخيرة تونس بأن تختار بين الجزائر وبين الولايات المتحدة.
ثالثا: إن مدخل الولايات المتحدة للدول التي ليست في نفوذها من خلال ما يسمى ببوابة الإرهاب؛ لذا رأينا كيف اشتعلت بعض البؤر وكيف تراجعت بعض الفصائل في مالي وأحداث تونس والجزائر (إميناس)، وأدرك الإنجليز محاولات أمريكا دخول الجزائر خاصة وأن صحة الرئيس الجزائري صعبة جدا فهو يتحرك على كرسي متحرك، وبعجزه التام أو بوفاته ستدخل الجزائر دوامة الصراع، لذا شرع الإنجليز بترتيب الوضع الداخلي لعدم وجود شخصية قوية بقوة بوتفليقة يعتمد عليها، لذا أقدموا بإحداث تغييرات تضمن وجودهم القوي وزعت من خلاله الأدوار على شخصيات يعتمد عليها حيث أزاحت - من خلال وجود بوتفليقة لفترة طويلة في الحكم - بعض عملاء فرنسا وبعض الوجوه القديمة مثل الجنرال توفيق الذي مكث في إدارة المخابرات فترة طويلة جدا وهو من رجال الإنجليز أيضا، ومن رجال بومدين الإنجليزي منذ وجوده في إدارة المخابرات.
رابعا: إن الوضع في الجزائر خطير جدا فهي محل صراع دولي قوي جدا، ويبدو أن الأمريكان لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه التغييرات، ومعلوم أن أسلوب العمليات الإرهابية هو أسلوب أمريكا لدخول الجزائر، لذا فإن الوضع مرشح لمزيد من الاضطرابات والعمليات، والجزائر تدرك هذا الأمر؛ لذا شرعت بوجود أعضاء جبهة الإنقاذ كحزب سياسي لمحاولة تفويت الفرصة على الولايات المتحدة.
وأخيراً فإن الصراع بين الكفر على النفوذ في بلاد المسلمين كبير وكبير جدا لوجود هؤلاء الحكام العملاء وأدوات الدولة العميقة الخائنة التي قتلت المسلمين بلا رحمة في الجزائر وقتلت مئات الآلاف من المسلمين خدمة للكفر ولبقاء نفوذه في البلاد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – أبو البراء