من اروقة الصحافة - ويكيليكس قطر تستخدم الجزيرة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر موقع البي بي سي نت بالعربية نقلا عن صحيفة الجارديان، ان إحدى الوثائق التي سربها موقع ويكليكس،ركزت على قطر، وقناة الجزيرة. وقالت الصحيفة إن هذه الوثيقة المسربة تشير إلى أن قطر تستخدم قناة الجزيرة الاخبارية كوسيلة للمساومة في السياسة الخارجية. وتناقض ما تذهب إليه قناة الجزيرة من أنها مستقلة من الناحية التحريرية. وقالت البرقية المسربة أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني قد عرض على الرئيس المصري حسني مبارك التخفيف من حدة انتقادات الجزيرة لمصر، مقابل أن تعدل الأخيرة من موقفها إزاء المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
ان الاعلام بعموميته يمكن وصفه بانه صاحب اجندات ما , يرغب بايصال فكرته للمتلقي عبر استخدام اساليب متعددة منها كيفية انتقاء الخبر وكيفية التركيز عليه وصياغته وابرازه وكمية تكراره واختيار الوقت الانسب لذلك , وبالمقابل التعمية على اخبار اخرى وعدم تغطيتها ومحاولة تجاهلها او استخدامها وحرفها عن سياقها الصحيح ومحاولة التلاعب بها بما يتوافق مع اجندة الجهاز الاعلامي , وكل هذا قطعا سيكون تلبية لمصلحة الجهة التى تقف وراء الوسيلة الاعلامية , سواء أكانت وسيلة خاصة ربحية او حكومية خالصة , او بين هذا وذاك .
وفي الحديث عن قناة الجزيرة , فالحق يقال , اننا لسنا بحاجة لوثيقة مسربة لتكشف لنا حقيقة انها ليست مستقلة تحريريا , وانها تخدم اجندات حاكم قطر الذي لا يخرج بدوره عن كونه رأس نظام اوجده الغرب - بريطانيا - وان هذا النظام اتخذ من الاستعمار حليفا بفتح اراضيه واجواءه للجيش الامريكي ليمنحه اقامة اكبر القواعد العسكرية في المنطقة على الاطلاق , ولا يرى حياء من علاقته المشبوهة بكيان يهود وانغماسه بالتطبيع مع هذا الكيان البغيض , وان سياسته الخارجية - كدولة تابعة سياسيا - هي ليست بيده ليقرر فيها , بل ترسم له في شارع داونينغ ستريت في لندن
ان الشأن المصري في قناة الجزيرة يأخذ حيزا كبيرا , وتكفي متابعة النشرات الاخبارية في هذه القناة لادراك حجم الضربات - تحت الحزام - التى تمارسها القناة ضد هذا النظام الموالي لامريكا , وبالمقابل يلاحظ الكم الهائل لتغطية ما يسمى بقوى المعارضة المصرية ولا سيما الاسلامية منها , كما هو حال الانحياز الملاحظ في تغطية اخبار سلطتي رام الله وغزة والمغازلة الدائمة لسلطة غزة مقابل سياسة الفضح بحق سلطة رام الله . ويبدو ان الثمن لتخفيف حدة الانتقادات للنظام المصري هو ان تعدل مصر موقفها ازاء المفاوضات كما تقول الوثيقة المسربة , وبالطبع فان سلطة رام الله لم تشكو قط من الدور المصري في المفاوضات بل تنسجم معه تماما , لذلك كان القصد هنا تخفيف الضغوط عن سلطة غزة , وان الجزيرة هي احدى الادوات التى تستخدمها قطر ومن يقف وراءها لتحقيق ذلك .
فهل بقي لشعار الرأي والرأي الاخر من وجود .
كتبه
ابو باسل