- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
محاربة النقاب تعزز الدكتاتورية
في 3 نيسان/أبريل 2025م، نفذت لجنة الدولة للأمن القومي مداهمة في مدينة جلال آباد ومنطقة سوزاق استناداً إلى قانون "حرية الدين والجمعيات الدينية". وحضر فيها ممثلون عن أجهزة إنفاذ القانون ووسائل الإعلام. وتم التأكيد خلال المداهمة على أنه سيتم تحذير المسلمات اللاتي يرتدين النقاب في الأماكن العامة، وستُطبق العقوبة الإدارية لكل من تخالف القانون. وبموجب قانون "حرية الدين والمنظمات الدينية"، يُحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وتعاقب من تخالف القانون بغرامة قدرها 20 ألف سوم. وسيدخل قانون فرض الغرامة المالية على من يرتدين النقاب في الأماكن العامة حيز التنفيذ اعتباراً من شهر أيار/مايو المقبل.
وكان الرئيس صدر جباروف وقع على قانون "حرية الدين والجمعيات الدينية" في كانون الثاني/يناير 2025م. ولكن القانون واجه معارضة شديدة من المسلمين في المناقشات العامة. حتى إن القوى الأمنية اعتقلت شباب حزب التحرير الذين كشفوا الأهداف الخفية وراء هذا القانون وأبرزوها للرأي العام، وعذبتهم بشتى أنواع العذاب. ولا يزال معظمهم محتجزين في السجون.
كما اعتمدت الدول المجاورة والمعروفة بأنظمتها الاستبدادية مثل تركمانستان وأوزبيكستان وطاجيكستان قوانين مماثلة. هذه الأنظمة الاستبدادية تهدف من خلال هذا القانون إلى السيطرة على المسلمين وإبقاء شعوبهم في حالة من الخوف. ولا يزال المسلمون الذين يطلقون اللحى ويؤدون الصلاة في المساجد والمسلمات اللاتي يرتدين النقاب يستدعون للإدارة المختصة وتنفذ "أعمال التوضيح" عليهم. وتتم عمليات المداهمة بشكل متكرر، حيث يقوم ضباط الشرطة بأخذ الرجال الملتحين الذين يسيرون في الشوارع إلى مراكز الشرطة بتهمة ممارسة التطرف!
كما هو الحال في البلدان المجاورة، فإن القوانين المعتمدة في المجال الديني في قرغيزستان تهدف بشكل رئيسي إلى السيطرة على الإسلام والمسلمين، لأن النظام القرغيزي يعتبر القيم الإسلامية المتجذرة في المجتمع تهديداً له. ولهذا السبب فإنهم ينتهكون القيم الديمقراطية الأساسية التي يقدمونها باستمرار.
ولذلك اتخذ النظام القرغيزي إجراءات للسيطرة على المسلمين في البلاد عبر إجراءاته ضد النقاب. وإذا لم يعارض الناسُ النظام بما فيه الكفاية، فإنه سيحاول استغلال هذا القانون لصالحه وإقامة نظام دكتاتوري.
من المؤسف للغاية أن يُحرم المسلمون والمسلمات من فرصة ممارسة دينهم بحرية في بلدانهم. ولن نستطيع الخروج من هذا الوضع إلا بتوحد المسلمين، والدفاع عن القيم الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وإلا فإن هؤلاء الرويبضات الذين تولوا السلطة سيواصلون محاربة الإسلام وقيمه والمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممتاز ما وراء النهري