- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
وما نهاية كل مُتجبّر تعالى في الأرض إلا الفناء
لا يفرحن الكفار الأنجاس بهذه القوة التي زعموا أنّهم ملكوها حاليا فما هي إلا غلاف هشّ أُلبس لهم بعد أن أُسقطت دولة الإسلام وغيّبنا الكافر المستعمر عن الساحة بحصرنا في حظائر سايكس بيكو فاتسعت لهم الساحة ليرتعوا فيها بلا رادع يردعهم. كما أنّ كل هذه الترسانات التي يملكها هؤلاء اليوم لا تساوي مثقال ذرة أمام قوة الله عز وجل ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ﴾ ومصيرهم هم وهؤلاء الموالون لهم سيكون كمصير المتجبرين الذين خلوا من قبلهم بل أعظم، مصيرهم بإذن الله سيكون كمصير فرعون وهامان إذ أُغرقا في البحر هما وجنودهما، وكقارون الذي خسفت به الأرض، وكأبرهة المرسل عليه طيور ترميهم بحجارة من سجيل... ويا له من مشهد يثلج الصدور ويشفي القلوب.
ولكن حتى نبلغ هذه اللحظة الماتعة، لحظة سقوط الظالمين وانتصار المستضعفين ينبغي لكل مسلم صادق أن يعمل للوصول لها ويبذل قصارى جهده ووقته قدر المستطاع؛ وذلك بالعمل من أجل تحقيق هذا النصر، والعمل من أجل تحرير رقابٍ أطهر من أن تلمس حتى مجرد اللمس من إخوان القردة والخنازير، وذلك بالاقتداء بخير الخلق وأصفاهم سيدنا محمد ﷺ استنادا لقوله تعالى ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾، فصلوات ربنا وسلامه عليه استهل طريق التغيير بأن بدأ بإقامة الدولة التي تُطبق شرع الله في الأرض ثم بعدها صار والمسلمين إلى النفير للجهاد لفتح البلدان وتخليص الشعوب من الاستبداد، وكانت تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ المسلمين التي نقلتهم من حالة الضعف والنداء إلى حالة العظمة والقيام بفرض الجهاد. فالدولة هي وحدها من ستجمع شمل المسلمين تحت خليفة واحد تغلي الدماء في عروقه لانتهاك أعراض المسلمين وأرواحهم فيعطي هذه الأمانة حقها ويرعاها حق رعايتها، وتحت راية واحدة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فتلك الدولة وحدها هي من ستجيش الجيوش لتحقيق فرض النصرة ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وهي وحدها من بعد الله من ستحمينا من سنة الاستبدال.
وحذار من ضعف الهمم وسيطرة اليأس على النفوس، واذكروا أنّ الصحابة رضوان الله عليهم لما ذابت قلوبهم وتعبوا كما ذابت قلوبنا اليوم على إخواننا المسلمين وتعبت، وعندما أنهكت أجسادهم، أنزل الله لهم هذه الآية ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾. الله بكامل عظمته أخذهم وأفناهم من الوجود فباتوا كمن لم يحْيَ في هذه الدنيا ساعة قطّ، وذلك ليبقى في ذهن كل واحد منا أنّ هذه المعركة معركة الله سبحانه وتعالى وأنّ الذي يُخطّط لها ويُدبّرها هو الله جلّ وعلا وحاشاه سبحانه أن يُهزم.
﴿فَانظُرْ﴾، أمر واضح مباشر لكل مسلم شعر بصبره بدأ ينفد، وبنفسه قد ضاقت عليه، أن ينظر ويتفكّر في نهاية هؤلاء وألاّ ييأس، فالذي أغرق وخسف الأرض بهؤلاء الظلمة هو نفسه سيجعل عاقبة للملاعين وللغرب الكفرة المُطيلين في نَفَسِهم اليوم. فالنصّر بيد الله سبحانه وهو حسبنا، ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾، فالكيد كيد الله سبحانه ونحن جنود هذه المعركة وهو قائدها تبارك وتعالى عما يصفون، فالذي يشك في نصر هذه الأمة كمن يشك في نصر الله عز وجل! وما هذا الذي نراه أمامنا إلا استدراج لهم ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ فأبو جهل وأميّة لمّا خرجوا في بدر لمحاربة محمد ﷺ لم يدركوا أنهم مقبلون على هلاكهم، بل خرجوا مُحمّلين بمائة بعير حاملة للخمر للاحتفال بعد انتصارهم في الحرب! فلا توجد مرّة هُزم فيها الظالمون وهم ضعفاء، بل ما إن يصلوا لذروة قوتهم حتى تكون تلك حادثة هزيمتهم ﴿فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾، ولهذا ما قوة عدونا دليل على ضعفنا أو بُعد النصر، والغرب واليهود اليوم في أعلى درجات قوتهم وسيزدادون علواً بعد، وما إن يصلوا لذروة قوتهم ويتأكدوا أنّهم سيهزموننا عندها وبإذن الله سينزل النصر. لذلك فإن تجبر هؤلاء الكفرة وحكام أمريكا ووصول حكام العرب إلى أعلى درجات الخيانة، إنّ هذا بحد ذاته من مبشرات قُرب النصر بحول الله تعالى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
آمنة عروس