الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كيف ستُنهي الخلافة الاستعمار في بلاد المسلمين

 

(مترجمة)

 

  • ·    يوجد اليوم أكثر من 50 بلدا إسلاميا، تدعي كلها أن الإسلام دينها ومصدر أساسي لتحديد هويتها. وكل هذه الدول منخرطة باستمرار في عملية البناء وإعادة البناء بأمل تحقيق أهداف التنمية والتطوير التي وضعها الغرب. إلا أنّ هذه الأهداف بذاتها تتعارض مع الدين الذي ادعوا أنه الدين الرسمي للدولة.
  • إن مشاكل جسدية وماديّة نتجت عن الانفصال الروحي مما أدى إلى ضغوطات جسدية ونفسية وعاطفية لما يقارب الـ1.8 مليارا من المسلمين الذين لن يتحرروا إلا بالتخلص التام من الخضوع للمستعمر، الذي هو السبب الحقيقي للمشكلة.
  • إن البلاد الإسلامية ضحية للحركة الاستعمارية الجديدة التي تملك القوة دون المسؤولية، وهي بتلك الطريقة من أسوأ أنواع الاستعمار. فدولة الخلافة ستمنع أي دولة أجنبية أو منظمة أو مؤسسة من التدخل السياسي أو الاقتصادي أو العسكري أو التعليمي فيها. حيث إن دولة الخلافة ستنهي التلاعب باقتصادنا ومن كونه يصب في خدمة مصالح الدول الغربية والمؤسسات الأجنبية. وسترفض قروض صندوق النقد الدولي والسياسات التي هي السبب الرئيسي باقتطاع الإنفاق الحكومي لتمويل الصحة والتعليم وغيرها من أشكال الرعاية، والتي تُنقص من قيمة نقود المسلمين مقارنة بالدولار الأمريكي. فدولة الخلافة ستطبق نظام الاقتصاد الإسلامي والذي لا يكتفي بتوفير الحلول لإنقاذ بلاد المسلمين من الفقر والركود الاقتصادي، بل ستكون مصدرا للدعوة إلى نظام الإسلام في دول العالم الثالث الحالية، والتي تختنق اقتصاديا بسبب السياسات الرأسمالية التي تسبب العجز والقروض الربوية. وستُغطى نقود المسلمين بالذهب والفضة كما أمر الله سبحانه وتعالى. وهذا يعني أن مفهوم العملات الاحتياطية سينهار.
  • إن السياسة هي عنصر مهم جدا في إقامة دولة الخلافة. فوجود المشاعر الإسلامية في الدول المستعمرة والتي لاحقا تحررت من الاستعمار يمنع العلمانية من إحكام سيطرتها. فوجود الجماعات الإسلامية لهو دليل على أن الناس يعلمون في أعماقهم أن الحل لمشاكلهم يكمن في الإسلام. فالقرآن والسنة سيكونان المصدر الوحيد للتشريع وأي حزب سياسي يمارس أو يعرض أي شيء مخالف للإسلام سيتم رفضه وملاحقته قضائيا. فدولة الخلافة ستكون مسؤولة عن إظهار الوجه السيئ لسياسات الرأسمالية الأنانية التي قادت العالم إلى الجنون الحالي حيث إن قيمة الحياة تحكمها النقود والعرق. فالنظام السياسي الوحشي هذا الذي يستغل الناس كفئران تجارب لاختبارات طبية واقتصادية الخ، سيتم اقتلاعه من جذوره في كل بلاد المسلمين وسيكون هذا نموذجا للدول الأخرى وشكلا من أشكال الدعوة كذلك.

"الجرأة في كشف جرائم الدول، وبيان خطر السياسات الزائفة، وفضح المؤامرات الخبيثة، وتحطيم الشخصيات المضللة، هو من أهم الأساليب السياسية". (المادة 185: مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)

 

  • ومن الآثار التي نتجت عن الاستعمار هي عقلية العبودية لدى الناس. ففي الوقت الذي يتم فيه تحدي فكرهم، يتم السخرية من قدراتهم، وتصنيف معرفتهم على أنها عديمة النفع، ووصم شجاعتهم بأنها وحشية وبربرية، ويقومون بتمويه امتعاضهم رغما عنهم بالتقليد. أما بزوغ الخلافة فهو وحده دليل على أن العقول بدأت بالتغيّر، وأن الباقي سيتم من خلال البيئة التي ستخلقها دولة الخلافة. فبدلا من كونهم مضطهدين، سيختبر المسلمون شعور أن تكون لهم قيمة وقدرتهم على لعب دور مهم دون المساومة على معتقداتهم. فدولة الخلافة ستصمم نظام تعليم يعالج العقول التي لا تهدأ وسيبني جيلا من المسلمين الحقيقيين. وستقتلع الدولة جذور تدخلات المستعمر الغربي وتلاعبه بمناهج التعليم في بلاد المسلمين والذي هدف إلى زراعة مفاهيم غربية وولاءات لهم في عقول الشباب المسلمين وعلمنة وتحرير أذواقهم ومشاعرهم. وبدل ذلك كله ستقوم دولة الخلافة بتطبيق نظام تعليم قائم بشكل كامل على الإسلام والذي يهدف إلى خلق شخصيات إسلامية نموذجية مبدعة وذات عقول رائدة في شتى مجالات الحياة والدراسة. ستغذي جيلا سيملأ العالم مرة أخرى بعقول كعقول عبد الرحمن الصوفي (الذي اكتشف نظاما شمسيا وراء مجرتنا درب التبانة)، وابن فرناس (أول رجل تمكن من الطيران)، وفاطمة الفهري (وهي أول امرأة أسست جامعة)، والزهراوي (معلم في الجراحة). وما هؤلاء سوى نموذج صغير عن تاريخ مليء بالمسلمين الذين أبهروا العالم بإنجازاتهم، والسبب الذي كان وراء نجاحهم هو تطورهم العقلي في ظل التعليم الإسلامي.

"سياسة التعليم هي تكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، فتوضع جميع مواد الدراسة التي يراد تدريسها على هذا الأساس". (المادة 171: مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)

 

  • إن السياسة الخارجية لدولة الخلافة ستكون الدعوة والجهاد والتي من خلالها سنحمي المسلمين وننشر الإسلام. فالاستعمار في بلاد المسلمين والذي بدأ بالهيمنة البريطانية وغيرها من الدول الأوروبية التي دخلت بلاد المسلمين ونهبت ثرواتها وقتلت أهلها، لا تزال تستمر بالقتل والنهب. أما دولة الخلافة فستزيل كل القواعد العسكرية والقوات العسكرية والاستخبارات الأجنبية من بلادها ولن تقبل ولا حتى بجندي واحد ليتم استخدامه كحجر شطرنج في خوض الحروب لصالح الحكومات الأجنبية. كما ستقوم دولة الخلافة بإيقاف اضطهاد المسلمين في الدول غير المسلمة. فعوضا عن التماس الرحمة من الأمم المتحدة، ستقود دولة الخلافة بتحريك قواتها لتحرير شعوب الروهينجا وكشمير وفلسطين وتركستان الشرقية وسوريا. أما حكام المسلمين الطغاة كرئيس مصر السيسي وأمير السعودية محمد بن سلمان فسيُسألون عن دماء المسلمين الأبرياء التي سُفكت. أما البلاد الإسلامية المشتتة فستتوحد في ظل دولة واحدة ستسيطر على القوة والتأثير الدولي بشكل كبير. فالوحدة والسلطة مع القوة الحقيقية ستجعل من الخلافة قوة سياسية واقتصادية وعسكرية يحسب الكفار لها ألف حساب. ففي ظل الخلافة سيتمتع المسلمون بالأمن والأمان وسيتعلمون المعنى الحقيقي للجهاد. وجيش قوي مدرب قابض على الثقافة الإسلامية سيكون العمود الفقري لدولة الخلافة.

"يجب أن يوفر للجيش التعليم العسكري العالي على أرفع مستوى، وأن يرفع المستوى الفكري لديه بقدر المستطاع، وأن يثقف كل شخص في الجيش ثقافة إسلامية تمكنه من الوعي على الإسلام ولو بشكل إجمالي". (المادة 67: مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)

 

إخوتي وأخواتي الأعزاء، نحن جميعا أنهكتنا مخلفات الاستعمار. وقد حان الوقت للتخلص منها ومن أولئك الذين يتمسكون بالأيديولوجية الفاسدة، فقد ملأت العالم ألما وأذى. وعلاج ذلك يكمن في إدراك أن السلطة الممنوحة للمسلمين من الله سبحانه وتعالى هي في تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى على الأرض.

 

﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع