- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لو كانت لنا دولة!
اشتدّ الكرب على الأمّة الإسلامية منذ إسقاط دولة الخلافة منذ ما يقارب مائة عام؛ فقطّعت أوصالها وباتت تعيش حالة من التشتت والضياع، وتداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، ونهشت جسدها الكلاب المسعورة فلم تترك شبرا إلا ونخرته بأنيابها المسمومة فأثخنته جراحا... جراحاً تنزف مسطّرة مأساة أمّة كانت خير أمّة أخرجت للناس شامخة بشموخ دولتها، عزيزة بعزّ إسلامها حتى تآمر عليها العرب والعجم وجعلوها في ذيل الأمم، وعلى كلّ رقعة ممزقة نصّبوا عملاء أذلّاء باعوا آخرتهم بعرض من الدنيا، متنافسين في إرضاء أسيادهم الكفار المستعمرين، حتى تجرّأ نمرود فرنسا النجس وجهر بحقده وكرهه الدفين للإسلام والمسلمين فأساء لأشرف خلق الله، أساء لإمام المرسلين وخاتم النبيين، أساء لمن انشقّ له القمر، أساء لسيّد ولد آدم، أساء لمن بعث رحمة للعالمين محمّد الصادق الأمين ﷺ...
وأين حكّامنا من هذا الجرم العظيم ومن هذه المصيبة؟! نعم إنّها والله لأمّ المصائب أن يهان رسولنا ولا يتحرّك لكم ساكن إلا كلمات جوفاء تزيد ماكرون تشجيعا على المضيّ في غيّه!
لو كانت لنا دولة لهبّ خليفة المسلمين بجيش أوّله في عاصمة فرنسا وآخره في عاصمة الدولة الإسلامية، ولدكّ حصون المعتدين وعلّمهم كيف يكون التعامل مع المسلمين ومقدّساتهم!
لو كانت لنا دولة لكان عرف ماكرون الكافر أنّ رسولنا وديننا وحرماتنا خطّ أحمر!
لو كانت لنا دولة لما كان حالنا هو حالنا اليوم؛ يُعتدى على حبيبنا محمد ﷺ ولا نرى إلا هاشتاغات وفيديوهات وصوراً تندّد بذلك وتستنكر، ودعوات لمقاطعة المنتوجات الفرنسية... للأسف فقط!!
قاطِعوا نعم، قاطعوا ولكن ليس المنتجات الفرنسية، بل من تسلّطوا علينا وحالوا بيننا وبين القصاص لرسول الله، قاطعوا من فشلوا في الذود عن رسول الأمّة ﷺ، قاطعوا حكامكم الرويبضات وانصروا نبيّكم بالعمل مع حزب التحرير لتحكيم شرع الله في ظلّ خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوّة، في ظلّ الدولة التي يهابها ماكرون وترامب ونتنياهو وكل الكفّار المستعمرين، ولذلك نراهم يتخبّطون ويصلون ليلهم بنهارهم للحيلولة دون قيامها ناسين أنها وعدٌ من الله سبحانه وتعالى ولا يخلف الله وعده: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وبشرى رسوله الكريم محمّد ﷺ؛ عن حُذَيْفَةُ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. (مسند أبي داود الطيالسي)
ونحن بوعد ربّنا واثقون، وببشرى نبيّنا متأمّلون، ومع حزب التحرير نحن عاملون حتى تكون خلافة راشدة على منهاج النبوّة تعزّ الإسلام وأهله وتذلّ الكفر وأهله...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ابتهال بن الحاج علي – ولاية تونس