- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بعثة الأمم المتحدة "اليونتامس" والتمهيد لاستعمار شامل للسودان
حمدوك يتلقى الأوامر كأي عميل شاطر
"أكّد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، استعداد السودان للتعاون الكامل مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال بالبلاد (اليونتامس) عبر اللجنة الوطنية المنوط بها مهمة التعامل مع البعثة، والتنسيق مع الوزارات والمؤسسات السودانية ذات الاختصاص. وكان حمدوك، قد التقى اليوم بمكتبه بمجلس الوزراء القائم بأعمال بعثة الأمم المتحدة السيدة ستفني كوري، بحضور رئيس اللجنة الوطنية للتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة السفير عمر الشيخ. وأوضح الشيخ، في تصريح صحفي أن اللقاء تناول مهام البعثة التي ستبدأ أعمالها في بداية شهر كانون الثاني/يناير المقبل، مُبيّــناً أن السيدة كوري أكدت خلال اللقاء استعداد الأمم المتحدة لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية الأربعة التي جاءت في قرار مجلس الأمن رقم (2524) والمتعلقة بدعم التحول السياسي، والعمل نحو الحكم الديمقراطي، وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان، والمساعدة الفنيّة في عمليات الانتخابات وصنع الدستور، بالإضافة للمساعدة في تحقيق وبناء السلام الشامل، وحشد الموارد الإنمائية والاقتصادية لتنفيذ هذه الأهداف..." (موقع الشاهد، 2020/11/18م)
الشعب في السودان مطحون ومشغول في تحصيل لقمة عيشه، ويعاني من غلاء الأسعار والانفلات الأمني في غياب تام للحكومة الماضية في تنفيذ سياسات تركيع أهل السودان وإذلالهم وإهدار ثرواتهم في احتفالات للاستهلاك الإعلامي تفضح أن عناصر الحكومة ليس إلا أدوات وأرجوزات تحركها أياد خارجية، فلم يعد يخفى على أحد أن من يدير بلاد المسلمين ومنها السودان هي الدول الاستعمارية الغربية من خلال سفاراتها الخبيثة وبعثات ومنظمات ومراكز وقوات الأمم المتحدة المجرمة بمختلف مسمياتها. فلم تدخل الأمم المتحدة وقواتها إلى بلد إلا وأفسدت فيه ودمرته ونهبت ثرواته مستخدمة في ذلك غطاء "الحريات" و"حفظ السلام" و"حقوق الإنسان والمرأة والطفل" التي تظهر على الورق في شكل وعود جميلة وبراقة لتصبح على أرض الواقع حروبا ونزاعات وقتلاً وتشريداً واغتصاباً وفقراً وجهلاً. وبينما يروج الإعلام لأكاذيب الغرب الكافر المستعمر بالازدهار والنهضة والتنمية، تروج الأنظمة الحاكمة العميلة إلى أن جميع المشاكل ستحل وخاصة الوضع الاقتصادي عندما تستلم المنظمة زمام الأمور، إلا أنه لن يتغير أي شيء بل ستزداد المشاكل لأن الهدف من هذه المنظمة الكافرة التي أنشئت سنة 1945 هو ضمانها تحقيق مصالح الغرب وتثبيت هيمنة الدول الاستعمارية الكبرى، ويكفي أنه قد صيغ ميثاقها بشكل يُمكِّن هذه الدول من رقاب بقية الدول والشعوب. فالأمم المتحدة تنظر لأفريقيا نظرة دونية وأن أهلها لا يستحقون العيش، ناهيك عن العيش الكريم، وعلى أنهم مصدر الثروات ليس إلا! فالإنسان الأفريقي عندهم رخيص ومجرد عبد أسود متخلف وفي حاجة للإنسان الأبيض لإدارة شؤون بلده!! وبالإضافة إلى العنصرية البغيضة هناك الحرب الشرسة الأزلية بين الحق والباطل، بين الإسلام وبين الكفر، فالأمم المتحدة تحمل الحقد الصليبي الدفين على الإسلام والمسلمين والنظام الحاكم نظام عميل فتح لها الأبواب لتدخل بكل عنجهية وتتكرم على المسلمين بمساعدتهم والواقع أنها تنهب ثرواتهم وتعلمن البلاد، وهذا ما توعدت به المبعوثة وهددت بتنفيذه، حيث أعلنت عن أربعة أهداف وما خفي أعظم، تخدم مصالح الغرب الكافر المستعمر بالدرجة الأولى؛ وهي:
1- دعم التحول السياسي: أي ضمان دخول المسلمين في السودان في منظومة استعباد وقبول الاستعمار طواعية والسكوت على الحياة في محيط يتحكم فيه الكفار والابتعاد عن المطالبة بتطبيق السياسة الشرعية في الإسلام وإلا رفعت عليهم عصا الإرهاب والتطرف، فالبعثة ذات صلاحيات واسعة.
2- والعمل نحو الحكم الديمقراطي: ضمان سيطرة النظام العلماني الرأسمالي على البلاد والاحتكام لنظام الكفر والحكم بالدستور والقوانين العلمانية الوضعية ومنع عودة نظام الحكم في الإسلام أي نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي علت أصوات المسلمين حول العالم بإقامتها. فالحقيقة أن البعثة تراقب "الانتقال" والمقصود أن "اليونتامس" مسؤولة عن التأكد من أن عملية علمنة السودان قد نجحت! وعليها متابعة عملية إجبار المسلمين على الانسلاخ عن دينهم وعلى تركهم العمل على تطبيق نظام الإسلام وعلى التنازل عن العيش في دولة ومجتمع يُحكم بالإسلام، وعليها التأكد من انبطاحهم لسيدهم الغربي بالكامل والانصياع له بالقوة العسكرية وقوة الغزو الثقافي الغربي من خلال المناهج التعليمية والإعلام والقوانين. فهذه هي "مواكبة" النظام العالمي الجديد الذي ينصاع له العالم أجمع. وقد رأينا سيطرة الأمم المتحدة على العالم خلال جائحة كورونا وفرضها لاستراتيجيات صحية عمت العالم! وكانت استراتيجيات مضرة لم تنفع في ظل تجاهل الوضع الصحي المختلف للبلاد كل على حدة. فلم تتكلم المنظمة عن تحسينات وإصلاحات اقتصادية وصحية حقيقية كتوفير الأدوية والبيئة النظيفة وتهيئة المستشفيات والمراكز الصحية بل كانت العملية عملية تجارية بحتة بين مساعدات وتبرعات من منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، للدول الفقيرة نهبتها الحكومات العميلة وكان المقابل مكاسب سياسة ومادية للدول الكبرى وللأمم المتحدة ومات ملايين الناس بالوباء بسبب سوء إدارة مقصود للأزمة الصحية كما الأزمات الاقتصادية والحروب بالوكالة المفتعلة حول العالم، فلم تحل المنظمة أي مشكلة حلاً حقيقياً بل هي تغض الطرف عن إبادة المسلمين حول العالم وهدم مساجدهم واحتلال أراضيهم المقدسة كفلسطين ودمار سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن وتونس ولبنان ومجازر المسلمين في الهند وكشمير والصين وروسيا و... وأينما ينظر المتابع يجد أن الأمم المتحدة وبإيعاز من أمريكا خصوصاً تتجاهل تماماً قضايا بلاد المسلمين المنكوبة بل هي السبب الأساسي في انحدار الأمة الإسلامية وتعمل ما في وسعها لإبقائها في ذيل الأمم، فدخول منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها إلى أي بلد مسلم هو نذير شؤم، فعن أي ديمقراطية يتحدثون؟! وليس ببعيدة عنا المظاهرات العارمة التي انطلقت في 2020/6/10 في أنحاء السودان رفضاً للبعثة وتسليمها أمر المسلمين، فلم تكن هذه مطالب الثورة التي قامت فلم ينس الناس القمع الذي مارسه البشير عليهم لتمارسه الحكومة الانتقالية مرة أخرى باستدعاء بعثة "اليونتامس"، ولا ننسى أفعال أختها منظمة "اليوناميد" في دارفور حيث كان يتم تنفيذ الإبادة الجماعية بالرغم من انتشار قوات حفظ السلام للأمم المتحدة منذ سنة 2006م واندلاع القتال في 2003، ولا زال مستمراً حتى اليوم! بالإضافة إلى التهم الموجهة لعناصر قوات حفظ السلام الأفريقية باغتصاب مائتي فتاة من دارفور خلال سنوات وجودها، ونفتها الأمم المتحدة...! فالأمم المتحدة فشلت في حماية المدنيين وفشلت في إحلال السلام وفشلت في إعادة النازحين وحل مشكلة مخيمات اللجوء وفشلت في الإعمار، وهذا في دارفور فقط، فكيف ستنجح في حل مشاكل السودان؟! والفشل مقصود لاستدامة وجود الأمم المتحدة في الإقليم ونهب ثرواته وضمان اعتماد الناس على المعونات الأممية.
3- وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان، أي ترسيخ حقوق الإنسان من المفهوم الغربي ومن وجهة نظر العقيدة العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة، وأفضل مثال "اتفاقية سيداو لإنهاء التمييز ضد المرأة" والهدف إقصاء أحكام الإسلام وهضم حقوق المرأة المسلمة التي عليها أن تنفق على نفسها بدلاً عن وليها وفتح أبواب الدعارة والإجهاض والشذوذ وتسهيل الطلاق وتسهيل تشتيت الأسر وتدميرها بإلغاء أحكام طاعة الزوج وولاية الأب وتفعيل إجراءات الزواج المدني بدلاً عن الزواج الشرعي وتسمية المولود باسم والدته وتحديد سن للزواج بحجة زواج القاصرات، بينما تفتح الأبواب على مصاريعها للعلاقات المحرمة بحجة حرية الشخصية والاستقلالية وتمكين المرأة وإلغاء قانون الأحوال الشخصية وما تبقى من قوانين تحتوي على أحكام شرعية. فحقوق الإنسان هي كرامة العيش ولن يتحقق ذلك ما دامت أمريكا وأوروبا وخاصة بريطانيا تتدخل في شؤون المسلمين وتنهب ثرواتهم من خلال صندوق النقد الدولي والبنك المركزي، فلماذا لا تتحدث المنظمات والسفارات عن صفوف الخبز الممتدة التي تقضي المرأة في السودان ليلها ونهارها، ولماذا لا يتحدثون عن أزمة الدواء وغلاء الأسعار وتصدع مباني المدارس على رؤوس الأطفال وغرق منازلهم بالسيول والأمطار بسبب انعدام البنية التحتية العصرية للبلاد؟! فالمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المرأة في السودان ليست مشكلة بالنسبة للأمم المتحدة!
4- والمساعدة الفنيّة في عمليات الانتخابات وصنع الدستور، وهذا هو مربط الفرس، والمقصود مراقبة الانتخابات وتزييفها إن لزم للإيحاء للشعب وللعالم أن مطلب العلمانية هو رأي عام في السودان وضمان وصول عميل غربي جديد وخادم مطيع من بني جلدتنا ليشغل منصب الحكم جبراً عن المسلمين الذين لن يختاروا حاكمهم بمحض إرادتهم وإلا اختاروا من يحكمهم بالإسلام، وهذا ما يعمل الكفار على منعه، فهذه المنظمة قد أُنشئت خصيصاً لضمان عدم إقامة دولة قوية عزيزة تُمثل المسلمين وتحكم العالم بالإسلام كدولة الخلافة الإسلامية مرة أخرى.
5- أما المساعدة في تحقيق وبناء السلام الشامل، فالمقصود به تقسيم السلطة وتفتيت البلاد وضمان تمزيق وحدة الشعب وترسيخ حدود سايكس بيكو الاستعمارية بدلاً من دولة واحدة بدون حدود أو حواجز أو سدود، وتوحيد الأمة الإسلامية بخليفة واحد يُطبق الإسلام. ولقد لعبت الأمم المتحدة دوراً خطيراً في تمزيق السودان، فخلال التسعينات من القرن الماضي عندما انهزم التمرد بقيادة قرنق الصليبي في جنوب السودان أمام الجيش السوداني المسلم جاءت بعثة الأمم المتحدة بمؤامرة "شريان الحياة" لتمنح قرنق القوة ليقوم بهجوم يستعيد فيه بعض المناطق التي حررها الجيش، كما تبنت بعد ذلك مبادرة "الإيقاد" التي تضمنت حواراً ثنائياً ما بين النظام السابق والحركة الشعبية لتحرير السودان بدلاً من مبادرة أخرى مطروحة قدمتها مصر وليبيا لم تتضمن تقسيم السودان. فالمنظمة لا تعمل للبر والإحسان بل تنفذ أجندات سياسية استعمارية لتمزيق البلاد وإضعافها لتستفيد الدول الاستعمارية القائمة عليها.
6- وحشد الموارد الانمائية والاقتصادية لتنفيذ هذه الأهداف، أي نهب المزيد من ثروات أهل السودان وإفقارهم وتنفيذ أجندات تخدم مصالح الغرب الكافر المستعمر، يدفع ثمنها المسلمون من أموالهم وعلى حسابهم، يدفعون لقاتلهم ليقتلهم، يدفعون لمن استعبدهم ليحكمهم، يدفعون للكافر ليخرجهم عن دينهم، يدفعون للكفار لقبض مرتبات مهولة بملايين الدولار في بلدهم، ويدفعون لتوفير مئات الآلاف من الوظائف لجلاديهم بينما لا يجد ابن البلد قوت يومه!! لتُبدد آخر اليوم وكل يوم على الخمر والسُكر والعربدة والانحلال الذي يمارسه موظفو الأمم المتحدة والصرف ببذخ وتبديد أموال المسلمين، فالكافر يرى أنه حر يفعل ما يريد كما يريد ويتبع هواه والشيطان ولا يهمه أن يفسد في الأرض.
حسبنا الله ونعم الوكيل!
إن ما يمر بالأهل في السودان لهو بلاء عظيم كما تمر به سائر بلاد المسلمين، فهذا ما يدعو إليه حمدوك بل هذا ما تسعى لتنفيذه حكومة السودان العلمانية الانتقالية بشقيها المدني التابع لبريطانيا والعسكري التابع لأمريكا، وتُمهد لاستعمار جديد شامل! فهكذا هم حكام المسلمين أعداء لهم يحاربون الله ورسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين. نسأل الله أن لا تقوم لهم قائمة وأن ينزل الله تعالى نصره ليزلزل به عروش الطواغيت المأجورين أذناب الكافرين وأن ينصر العاملين لإقامة الحكم بالإسلام ونهضة الأمة الإسلامية المتمثلة في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي آن أوانها بإذن الله.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان