ولاية الأردن: لقاء بعنوان "التغييرات السياسية الأخيرة في السعودية" لقاء مع بلال القصراوي (أبو إبراهيم) أجرى الحوار الأستاذ هيثم الناصر (أبو عمر) جمادى الآخرة 1435هـ - نيسان/أبريل 2014م
- نشر في لقاءات
- قيم الموضوع
- قراءة: 727 مرات
الخبر:
أوردت صحيفة الحياة اللبنانية في عددها الصادر يوم الجمعة 25 نيسان 2014 تحت عنوان: مصر تطمح إلى 8.3 بليون دولار استثمارات أجنبية في النفط والغاز، ما يلي:
أكد تقرير لوزارة البترول المصرية صدر أمس أن من المستهدف أن تصل الاستثمارات الأجنبية للتنقيب عن النفط والغاز إلى 8.3 بليون دولار في السنة المالية 2014 - 2015 بزيادة 3.75 في المئة عن السنة السابقة. وأضاف التقرير: «نجح قطاع البترول منذ تولي الحكومة الحالية في توقيع 29 اتفاقاً جديداً بإجمالي استثمارات حدها الأدنى نحو 1.845 بليون دولار ومنح توقيع مقدارها نحو 194.6 مليون دولار لحفر 126 بئراً جديدة».
وتسعى مصر إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في السنوات الأخيرة. وتسيطر الشركات الأجنبية على نشاطات الاستكشاف والإنتاج للنفط والغاز في مصر ومنها "بي بي" و"بي جي" البريطانيتان و"ايني" الإيطالية. وبحسب التقرير بلغت الاستثمارات الأجنبية في القطاع 7.5 بليون دولار في 2012 - 2013 وثمانية بلايين في 2013 - 2014 وبلغ عدد الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب في مصر 70 شركة. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي سددت الحكومة نحو 1.5 بليون دولار من مستحقات شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد لتقلص المتأخرات إلى نحو 4.8 بليون دولار.
إلى ذلك، يتوقع أن يؤدي قانون جديد أصدرته مصر لمنع أي طرف ثالث من الطعن في العقود المبرمة مع الحكومة إلى تشجيع المستثمرين الأجانب ولكن منتقدين يقولون أنه سيوسع نطاق الفساد.
التعليق:
منذ أن اكتشف النفط في بلاد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ودول الكفر تنهب نفط المسلمين بنفس الأسلوب؛ امتيازات للتنقيب واستثمارات لزيادة الإنتاج وعقود للتطوير وتحديث البنية التحتية. وكل هذه الامتيازات والاستثمارات والعقود تبرم مع الشركات الأجنبية الكافرة تحت مسمى المستثمر الأجنبي. كما أن طريقة نهب نفط المسلمين لم تتغير منذ ذلك الوقت؛ امتيازات بنسبة عالية للشركة الأجنبية ونسبة متدنية للمسلمين واستثمارات ضخمة وعقود بكلفة خيالية، ويتبع هذا احتكار للتكنولوجيا وعدم تمكين المسلمين منها.
وما ورد في الخبر خير دليل؛ حيث يوجد سبعون شركة أجنبية للتنقيب في مصر ينهبون النفط، تحت مسمى عقود امتيازات. وما ورد في نفس الخبر يدل على أن نسبة الامتياز لهذه الشركات عالية جدا إلى درجة أن الدولة تسدد لهم الديون. كما أورد الخبر أن الدولة سنت قانوناً يمنع الطعن في العقود التي تبرمها الدولة مع هذه الشركات. وهذا يعني أن الكافر ينهب النفط ويرمي لنا الفتات بحماية الدولة وقوة القانون. هكذا تنهب ثروات الأمة!
وهذا النهب للنفط يجري في جميع بلاد المسلمين بالطريقة نفسها وبالأسلوب نفسه ومنذ أن اكتشف النفط، وليس فقط في مصر. فقد أوردت مجلة المستثمرون الإلكترونية في مقابلة مع رئيس مجلس إدارة شركة نفط الكويت في نسختها الصادرة في تاريخ 2014/4/25 ما يلي:
"بعد مرحلة تأميم القطاع النفطي الكويتي في مرحلة السبعينات، وبعد أخذ زمام المبادرة، غدا القطاع النفطي الكويتي بأيدٍ وطنية، بات هذا القطاع يمر حاليا بمرحلة لا تقل أهمية عن مرحلة التأميم، فالمشاريع التي طرحتها الدولة والتي تعدت 15 مليار دولار خلال فترة العامين الماضين ستكون كفيلة بمحو آثار الزمن من على كاهل القطاع النفطي والتي جعلته كعجوز كبير طاعن في السن".
وأضاف رئيس مجلس إدارة لشركة نفط الكويت فاروق الزنكي ما يلي "والذي أكد بدوره أن شركة نفط الكويت تستعد لضخ استثمارات ضخمة لمجموعة من المشاريع الاستثمارية لمرحلة الأعوام الخمس المقبلة لمواكبة آخر التطورات في هذه الصناعة بقيمة تتجاوز 9 مليارات دولار".
وكذلك نفط إيران ينهب بالطريقة نفسها وبالأسلوب نفسه؛ فقد أوردت قناة العالم يوم الأربعاء 5 شباط/فبراير 2014 تصريحاً لنائب وزير النفط الإيراني جاء فيه:
"وقال علي ماجدي، نائب وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية والتجارية، خلال اجتماعه بوفد رجال الأعمال الفرنسي: إنه بحسب الخطة الخمسية الخامسة (2010-2015) فإن قطاعي النفط والغاز في إيران بحاجة إلى 230 مليار دولار بينها 150 مليارا في المرحلة الأولية، أي مرحلة الاستكشاف والإنتاج"، مضيفا: "أن 55% من هذه الاستثمارات يجب القيام بها من أجل تطوير وزيادة الإنتاج في حقول النفط والغاز في البلاد.
وقال ماجدي: إن إيران تعيد النظر في العقود من أجل تشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار في المرحلتين الأولية (الاستكشاف والإنتاج) والثانوية (التكرير والتوزيع)".
أيها المسلمون
إن تمكن الكفر من ثروات المسلمين وقدرته على نهبها وحرمان المسلمين منها، لا يرجع سببه إلى قدرات ذهنية يملكها الكافر ولا تملكها الأمة، ولا إلى قدرات تكنولوجية يملكها الكافر ولا تملكها الأمة، ولا إلى حسن تدبير إداري عند الكافر وسوء إدارة عند المسلمين؛ بل سبب تمكن الكافر من نهب ثروات المسلمين هو الحكام العملاء الذين نصبهم على رقاب المسلمين ليحموا مصالحه ويحولوا دون الأمة والتخلص منه. فالمسألة سياسية وليست تكنولوجية أو إدارية. وعلاجها يكون بإقامة الخلافة الراشدة التي تحقق المنعة والقوة للأمة وتقوم برعاية مصالح المسلمين على الوجه الشرعي وتقطع دابر الكافرين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عبد اللطيف الشطي
الخبر:
ذكر موقع اليوم السابع بتاريخ 2014/4/17م بأن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قال: "إن بلاده دولة مسيحية... وعلى ساكنيها ألا يخجلوا من أن يقولوا ذلك... وذكر كاميرون أنه من المدافعين عن دور الدين في السياسة...".
التعليق:
يجدر بنا أولاً أن نقف على حقيقة النصرانية كما هي قبل أن نحكم عليها، وعلى ما قاله كاميرون:
إن النصرانية دين ولكنه سر روحي كهنوتي بذاته بدليل أن عقيدتها ليست عقلية، ولم تقنع العقل، ولا يوجد من يدعي أنها عقلية إلا من طمس الله على عقله وقلبه.
وسبق في حوار للشيخ الجليل أحمد ديدات في نقاشه للراهب الأمريكي حين سأله عن إثبات العقيدة النصرانية ردَّ الراهب قائلاً: هذه عقيدة لا يعلمها إلا الله! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فهي عقيدة لا تعطي فكرة كلية عن الوجود، ولم تعط أجوبة صريحة مقنعة عنه بل هي قائمة على فكرة غريبة عقليا، ومن ناحية أخرى لم ينبثق عن هذه الديانة نظام يعالج أفعال الإنسان فلا يوجد عند القوم أحكام ولا معالجات لذا فصلوا الدين عن السياسة لأنها أصلاً لا توجد فيها معالجات، وإلا فليعطوا إجابات عن جميع المعالجات الإنسانية من دينهم. والإنجيل الذي بين أيديهم لم يثبت بدليل عقلي بل باعتراف بعضهم أنه عبارة عن مذكرات للقديس يوحنا إذ كُتب بعد زمن من رفع عيسى عليه السلام، بل ورد في الخبر أعلاه قول رئيس وزراء بريطانيا: أن لديه العديد من الشكوك ببعض القضايا اللاهوتية!!
ثانياً: ما الذي يجعل أوروبا تتجه نحو النصرانية وهي من فصلت الدين عن الحياة - مع أنها دين لا يوجد به معالجات -؟ إن الذي يدفع هؤلاء هو شعورهم وقناعاتهم بنمو الوعي الإسلامي في الشرق الأوسط وخاصة في ثورة الشام وحركة الأمة المباركة، فكيف للسياسيين منهم أن يدفعوا شعوب أوروبا إلا من خلال الحملات الصليبية ثانية وثالثة، ويبدو أنهم سوف يسيرون في هذا المركب، ولكن سبق لهم عمل هذه الحملات، وسبق لأمتنا العظيمة كيف علَّمت أوروبا نتيجة هذه الحروب، وكيف ردَّت دولة الخلافة عليهم بالرحمة والفتح، ويبدو أننا على أعتاب فتح جديد وقريب بإذن الله تعالى وعلى أبواب روما!
ثالثاً: إن هذا الخبر على ما فيه من تحريض لما هو آت، ولكنه عزَّ على نفوس بعض أبناء المسلمين الذين نادوا بالعلمانية وبحضارة أوروبا، ما موقفهم من هذه التصريحات مع اختلاف الإسلام حقيقةً وجوهرًا مع النصرانية فهو مبدأ يتحدى بعقيدته ويقنع العقل ويوافق الفطرة ويملأ القلب طمأنينة، وفيه معالجات لكافة أفعال الإنسان، ولا زال إلى يوم القيامة. أيُعزل هذا الدين العظيم عن دوره ومكانه في المجتمع من بعض من افتتن بحضارة الغرب، والغرب ينادي بالنصرانية مرجعًا للقيم الأوروبية؟!
ومن ناحية أخرى أخاطب أصحاب الإسلام المعتدل والمنهزمين أمام حضارة الغرب الذين يخجلون من إسلامهم فتراهم يصورون الإسلام بما يتفق مع الغرب أقول لهم: أما آن لكم أن تعتزوا بإسلامكم، بحضارتكم، بدولتكم دولة الخلافة؟! أما آن لكم أن تنطقوا بالإسلام كما جاء؟ فدعوا عنكم قذارة الغرب وأفكاره فهو داسها بأقدامه، دعوا عنكم المدنية، والديمقراطية، والعلمانية، والحوار، والجهاد حرب دفاعية، وقضايا المرأة، والمساواة، والأقليات، ومداولة السلطة، وانطقوا فقط بالإسلام، وأغمضوا عيونكم عن أفكار الغرب، وأقبلوا على إسلامكم كما أراد ربكم! فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله! وكما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه: "الله ابتعثنا وجاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه!" وأضيف فأقول: لندعوهم إليه وليس لنأخذ منهم. هذه كلمات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أولى منَّا بالفهم والاتباع؟ قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾. [الحديد: 16] قولوا: بلى يا رب قد آن.
اللهم اجعلنا ممن تخشع قلوبهم لذكرك وما نزل من الحق، واجعلنا من المؤمنين الصادقين الثابتين المخلصين إليك، فالأمر منك وإليك، نبرأ إليك من حولنا وقوتنا، ونلجأ إلى حولك ولطفك، وقوتك ورحمتك، واجعلنا اللهم كما تريد لا كما نريد، يا رب يا غفور يا ودود، ويا ذا العرش المجيد، ويا فعال لما تريد اللهم آمين!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء
قيل للإمام أحمد رحمه الله
متى يجد العبد طعم الراحة؟
قال: عند أول قدم يضعها في الجنة
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ"
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ: (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا اِبْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي)
أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِطَاعَتِي
(أَمْلَأْ صَدْرَك)
أَيْ قَلْبَك
(غِنًى)
وَالْغِنَى إِنَّمَا هُوَ غِنَى الْقَلْبِ
(وَأَسُدَّ فَقْرَك)
أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِعِبَادَتِي أَقْضِي مُهِمَّاتِك وَأُغْنِيك عَنْ خَلْقِي, وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْت يَدَيْك شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك: أَيْ إِنْ لَمْ تَتَفَرَّغْ لِذَلِكَ وَاشْتَغَلْت بِغَيْرِي لَمْ أَسُدَّ فَقْرَك لِأَنَّ الْخَلْقَ فُقَرَاءُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَتَزِيدُ فَقْرًا عَلَى فَقْرِك.
عجبا لمن لا يتفرغ لعبادة الله سبحانه بحجة السعي للرزق أو طلب نصيب أكبر من الدنيا! والعبادة هنا طبعا لا تعني فقط أركان الإسلام الخمسة، ويكفي لبيان لذلك قوله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
ألا يعلم أولئك الذين يقدمون الاشتغال بالرزق على التفرغ لعبادة الله، أنهم يتعدون على الله وأمره بفعلهم هذا والعياذ بالله! أليس الغنى والفقر من أمر الله العليم القدير؟ أليس الرزق مكفول من الله الزراق الكريم! فكيف نرضى لأنفسنا أن نشتغل بما هو أمر الله سبحانه، ونترك ما طلب منا سبحانه أن نشتغل به، وهو التفرغ لعبادته عز وجل، وعلى رأس ذلك التفرغ لإقامة دين الله عز وجل وإظهاره على الدين كله!
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.