- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الجهاد من الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب الجهاد من الإيمان"
حدثنا حرمي بن حفص قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا عمارة قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال: سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل.
أيها المستمعون الكرام:
إن الله سبحانه ضمن لمن خرج للجهاد في سبيله أن ينال خيرا بكل حال، فهو إما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وإما أن يرجع بالأجر والغنائم، ولعل في هذا الإخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة للجهاد، دعوة لكل واحد من هذه الأمة الكريمة أن يستل سيفه للجهاد في سبيل الله.
أيها المسلمون:
كم تحتاج الأمة هذه الأيام للتلبس بهذا الحكم؟ كم تحتاج الأمة في أصقاع المعمورة للجهاد في سبيل الله؟ كم تحتاج الأمة اليوم إلى من يجاهد عدوها لينقذها وليفك أسرها؟ لا شك أنها تحتاج للجهاد أكثر من أي وقت مضى، ولكن تحت أي راية؟ وخلف أي حاكم؟ ومع أي جيش وجند ستقاتل؟ هنا لا بد من الإجابة عن هذه الأسئلة بكل صراحة ووضوح، فنقول: تجاهد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فقط، ومع جيوش الأمة، وخلف خليفة المسلمين المبايع على السمع والطاعة مقابل تطبيق القرآن والسنة، وقتال الأمة اليوم وإن كان محمودا وفي سبيل الله فلا شك أنه غير منتج، ولا يعوّل على من سلك طريق الجهاد في تطبيق الإسلام، لأن الأمر لا يتعلق بالقتال والجهاد فقط، وإنما بما بعد الجهاد، بالدولة التي ستطبق الأحكام، وتحمله رسالة للعالم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم