- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب من الدين الفرار من الفتن
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في"باب من الدين الفرار من الفتن".
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن".
كثيرٌ من الناس من يحمل هذا الحديث على غير محمله، فيتخذونه حجة على قعودهم عن العمل للتغيير، إلا أن نظرة متأنية فيه تجعلنا نقول: إن العزلة ليست مطلبا شرعيا، بل لا تجوز، ذلك لأن كلمة يوشك تحمل معنى الاقتراب ولا تعني التلبس بالفعل، فالحديث لم يجعل العزلة مطلبا، بل أخبر عن اقترابها عند المسلم الذي يخاف أن يفتتن في دينه.
أيها المسلمون:
وعلاوة على ذلك فإن الحكم الشرعي في كل زمان خلا من تطبيق أحكام الله أن يعمل المسلم كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة عندما جاء إلى مجتمع مفتون من رأسه إلى أخمص قدميه، فلم يعتزل المجتمع رغم الفتنة، وأي فتنة أكبر من عبادة الأصنام؟ وأي ضلال أكبر من هذا الضلال؟ ورغم ذلك قالها بصوت عال لزوجه: "لا راحة بعد اليوم يا خديجة"، وبدأ حياة الدعوة والتغيير. فإلى كل من توسوس له نفسه القعود والاعتزال، هذا قدوتكم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا عمله، فأين أنتم وماذا عملتم؟!!!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم