الصراعات الداخلية في حركة نداء تونس
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن 32 نائبا من كتلة نداء تونس تجميد عضويتهم داخل الحزب. يأتي هذا في وقت يمر فيه الحزب الذي يقود الأغلبية البرلمانية بأزمة سياسية خلفت انشقاقات داخلية بسبب خلافات حول المراكز القيادية وتنظيم المؤتمر التأسيسي للحزب.
الخبر:
أعلن 32 نائبا من كتلة نداء تونس تجميد عضويتهم داخل الحزب. يأتي هذا في وقت يمر فيه الحزب الذي يقود الأغلبية البرلمانية بأزمة سياسية خلفت انشقاقات داخلية بسبب خلافات حول المراكز القيادية وتنظيم المؤتمر التأسيسي للحزب.
التعليق:
إن نداء تونس هو حزب قد تأسس بعد فشل الأحزاب التي تعلن علمانيتها وتصدع بها سواء في انتخابات أكتوبر 2011 والتي أوصلت حركة النهضة إلى الحكم بعد أن ظنت فئة كبيرة تعد أغلبية في المشاركين في تلك الانتخابات أنها ستطبق الإسلام وتحكم بشريعته، حينها عمل الباجي قائد السبسي على جمع أغلب الأصوات السياسية المعادية لحكم الإسلام من جميع مشاربهم الفكرية وقام بتحيين رجالات حزب التجمع الديمقراطي المنحل بعد فرار المخلوع وعقد الصفقات مع ذوي المصالح من رجال الأعمال الفاسدين وسياسيي الكواليس بالتنسيق مع جهات خارجية لها، كما اندلعت في البلاد حالة من الأعمال المشبوهة على غرار الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي كانت بمواقيت مضبوطة فرضت وضعا سياسيا كان منطلقا لتغيير الحكومات وجلوس المتشاكسين في طاولة الحوار الذي فرضته الجهات الأجنبية لتصل إلى انتخابات أخرى كان أبرز عناوينها مقاطعة أغلبية الشعب والمال الفاسد الذي استغل ثنائية فساد ذمم البعض وصعوبة أحوال فئة من الناس ليصل إلى سدة الحكم حزب نداء تونس ولكن بالشراكة مع حركة النهضة.
ولكن الحزب الذي جمع أصحاب المصالح جمع معهم تناقضاتهم بما فيها ولاءاتهم ورغباتهم الشخصية في اعتلاء وتوارث الحكم، فقد ظهر شق يقوده محسن مرزوق الذي عرف بعلاقاته الأجنبية المشبوهة وأنه وقع على وثيقة في واشنطن دون أن تكون له صفة رسمية ظلت مجهولة إلى حين إعلان باراك أوباما عن انضمام تونس إلى حلف الناتو كحليف غير عضو، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تركيز قاعدة عسكرية في شمال إفريقيا وصولا إلى زيارته الأخيرة وهو أمين عام للحزب التقى فيها بقيادات سياسية وعسكرية على غرار رئيس وكالة الاستخبارات، أما الشق الآخر ويتزعمه حافظ قائد السبسي نجل الرئيس والداعم لسياسات الحكومة بما في ذلك التحالف مع النهضة الذي لقي رضا الساسة الأوروبيين ودعمهم بما يضمن الاستقرار لفرض السيطرة على البلاد وإعادتها إلى مربع ما قبل الثورة، خاصة وأن الحكومة قد انطلقت في إجراءات تبيع البلاد وتفقر العباد ومشاريع تفرض دكتاتورية مقيتة.
إن صراع شقي نداء تونس تحركه المطامع الشخصية والولاءات الأجنبية ولكنه دليل واضح على فساد منهج الحكم في البلاد واختراق المستعمر للوسط السياسي في تونس إلا من رحم ربي، وإنه قد حان على المخلصين من السياسيين أن يأخذوا على عاتقهم تخليص البلاد من فساد العلمانية التي تعد اليوم مشروع كل وكلاء الغرب في بلادنا، وأنه على المخلصين من الذين يملكون أمر البلاد أن ينصروا مشروع أمتهم ويدعموه ولا يكونوا كالساكت عن الحق.
إن حزب التحرير أخذ على عاتقه أن يمنع تونس من الانهيار تحت أيادي العملاء والضعفاء وأن يمضي ثابتا على مبدئه مصرا على هدفه، رافعا لواء الحق بالصراع الفكري وكشف العملاء مؤمناً بوعد الله، والله لن يخلف وعده.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في تونس