- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المسلمون أمة واحدة من دون الناس
الخبر:
صرح رئيس وزراء تركيا أن بلاده متأكدة من إعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وكان أردوغان، رئيس الجمهورية، قد صرح قبل أيام أن تركيا ستعطي الجنسية التركية لأهل سوريا الذين عندها، ثم جاء توضيح أنها لبعض أبناء سوريا فقط من رجال الأعمال والذين تحتاجهم تركيا من أصحاب الاختصاصات.
التعليق:
قد يتساءل البعض: ما الذي حصل حتى يصرح كل من رئيس وزراء تركيا ورئيس الجمهورية مثل هذه التصريحات الجديدة للإعلام وفي هذا الوقت بالذات، رغم أن أردوغان كان يظهر أنه من أشد المطالبين بإزالة طاغية سوريا وعدم القبول به على رأس الحكم في سوريا بأي حال من الأحوال؟
لقد أصبح واضحا لكل متابع واعٍ لسياسة أردوغان أنه عميل لأمريكا رغم عدم انصياعه لها في بعض الأمور الحساسة، والتي تترك أمريكا نفسها له هامشا للتحرك والمناورة أمام شعبه، والتي لا ترى فيها خطرا على سياستها واستراتيجيتها، ولذلك لا يمكن لنا أن نفهم سياسة أردوغان ورئيس وزرائه إلا أنها مسايرة لأمريكا، وخاصة بعد أن هزت له العصا بالتفجيرات التي حصلت في تركيا للضغط عليه للسير معها دون تردد أو خوف في موضوع الأكراد وفي سوريا والعراق.
لذلك وجدنا أردوغان يسارع إلى الاعتذار من روسيا بشخص بوتين بعد أن كان رافضا لذلك رفضا باتاً، وكذلك بدأ يتكلم عن حل سياسي في سوريا مع مرحلة انتقالية، كما تطلب منه أمريكا، وهنا لا بد من تذكير أردوغان الذي يتغنى بالعثمانيين أن عليه أن يترك أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية الكافرة والتي تتربص شرا بالمسلمين وتعمل على تقاتلهم وتمزيقهم وإيجاد العداوة والبغضاء فيما بينهم. وأن عليه، إن كان صادقا بانتسابه للعثمانيين، أن يعود سريعا إلى الأمة الإسلامية التي أخذت قرارها بالوقوف في وجه كل من يريد منعها من استرجاع عزها ومجدها بإقامة دولة إسلامية حقيقية جامعة للمسلمين كلهم دون تمييز بين مسلم عربي أو تركي أو باكستاني أو إندونيسي أو إيراني أو أفغاني أو كردي؛ كذلك هي التي لا تميز في رعايتها لشئون رعيتها بين مسلم شيعي أم سني أم زيدي أم أباضي، نعم فهي الدولة التي تعامل جميع رعاياها بالعدل والإنصاف، المسلمين منهم وغير المسلمين لينعموا كلهم بحكم الإسلام وعدله، وسنقطع تحت لوائها متحدين دابر الكفار المستعمرين من بلادنا. والله نسأل أن يكون ذلك قريبا.
أما المسلمون في تركيا وفي سوريا فنقول لهم بأنهم أهلنا وإخواننا وذلك بأمر من رب العالمين وليس منة من هذا الحاكم العميل أو ذاك، أو حسب ما تراه أمريكا مناسبا لسياستها ومصالحها، فالله تعالى يقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، فعلى حكام تركيا إن كانوا حقا مسلمين أن يختاروا بين ما أمرهم به رب العالمين وبين ما تريده منهم أمريكا.
هذا ما يجب عليكم فعله وإلا فسيلفظكم أهل تركيا وسيلفظكم المسلمون، حيث لن يطول خداعكم لهم، وسيلتفون حول العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحمل لنا جميعا الخير كله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم