الخميس، 17 صَفر 1446هـ| 2024/08/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أنصاف الثورات وتدوير الأنظمة! (الانتخابات الليبية)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنصاف الثورات وتدوير الأنظمة! (الانتخابات الليبية)

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت شخصيات ليبية أن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، قرر الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل «إنقاذ ليبيا».

 

وقال أيمن بوراس، المكلَّف بالبرنامج السياسي والإصلاحي للقذافي، في مؤتمر صحفي في تونس أمس الاثنين 2018/3/19م، إن «سيف الإسلام القذافي قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولا يطمح من خلال ذلك إلى السلطة بمفهومها التقليدي، بل إلى إنقاذ ليبيا» و«إقرار السلام والاستقرار فيها».

 

وصرح بأن القذافي يطرح «استعادة الدولة الوطنية كاملة السيادة والقرار، والحفاظ على الهوية العربية والأفريقية والإسلامية، وحماية الحريات العامة والخاصة، والقضاء على (الإرهاب) بكافة أشكاله، وتجفيف منابعه مع إعادة مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية». (الحياة، 2018/03/20)

 

التعليق:

 

على خطا أبيه معمّر القذافي، لم يترك وصفاً قبيحاً إلا وصف فيه الشعب الليبي حين ثار على النظام في ليبيا، فوصفهم بالمرتزقة والعصابات والبلطجية ومدمني المخدرات وغير ذلك من الصفات كما جاء في تصريحاته بتاريخ 2011/2/21م، وهدّد بالقتل والقمع والضرب بيد من حديد، حاله كحال رموز الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب في بلاد المسلمين.

 

ومن المعلوم أن سيف الإسلام القذافي كان ركناً من أركان النظام الليبي الذي أوغل في دماء وأعراض المسلمين في ليبيا ودأب على تكريس الرعب بين الناس كسياسة منهجية لتستمر سيطرته عليهم وإخضاعهم لرغباته ونزواته.

 

ومن المفارقات المضحكة المبكية أن تكون (الحريات والإصلاح) التي عاش عمره منتهكاً لها وقامعاً لكل مُطالب بها هدفاً من أهدافه وغاية من غايات ترشّحه اليوم لانتخابات الرئاسة في ليبيا!!

 

التواطؤ الدولي مع هؤلاء المجرمين اليوم هو في أقبح صوره، فأمثال سيف الإسلام يخضعون لمحاكمات دولية بتهم عديدة من مثل التهم التي كانت موجهة له، غير أن القضاء الحق والعدل تفقد كلّ معانيها في بلاد المسلمين، كيف لا وقد كان دأب الغرب على تكريس أنظمة الطغاة وإغماض العيون عن جرائمهم وانتهاكاتهم طالما ينفذون مشاريعه ويخدمون مصالحه؟

 

بات كلّ عاقل يدرك أنّ الثورات التي قامت بها الشعوب انتصاراً لحقوقها ورفع ظلم الأنظمة عنها لا يمكن أن تستقرّ على شاطئٍ آمن إلا إذا قادها الوعي وقادها مشروعٌ واضح المعالم والمفاصل يهدف إلى إخراج الناس من ظلمات القهر والعبودية إلى نور عدل الله وشريعته سبحانه، أما حين يقودها المنتفعون، ويقودها الذين صنعتهم مخابرات الشرق والغرب على عين بصيرة فلن يكون مآلها إلا الرجوع بالشعوب إلى أحضان أنظمتها خانعة ذليلة وبمزيد من القهر يفوق ما كانت عليه سابقاً، إذ تكون رموز الأنظمة القديمة - ولو بوجوه جديدة - قد أخذت العبرة مما جرى وتعلّمت الدروس التي تمكّنها من إخضاع الناس لها مرّة أخرى على يد مرتزقتهم الذين تسلقوا هذه الثورات فأمدّهم أعداء الله بالمال والسلاح وفوق ذلك: وضعوا لهم أهدافاً تطعن الثورات في القلب وتخدم كفار الأرض.

 

ما كان لسيف الإسلام القذافي وأمثاله أن يترشحوا لرئاسة النظام مرة أخرى بهذه الوقاحة إلا بعد أن بذلوا لأسيادهم كفار الأرض العهود والمواثيق ليخدموهم كالعبيد وهم صاغرون.

 

كما لم يكن له أن يترشح إلا بعد أن مهّد له المرتزقة الذين زعموا الوطنية وحب البلاد والحرص على مصلحة العباد، مهدوا الأرض أمام دخوله مرة أخرى للساحة السياسية وعلى رأس نظامها، هؤلاء المرتزقة، أدوات الغرب للثورة على الثورة هم الخنجر المسموم ليس في ليبيا فقط، بل في كل البلاد التي حصلت فيه أنصاف ثورات لم تكتمل.

 

لن ترجع ليبيا عزيزة كريمة بأرضها وشعبها، كما غيرها من بلاد المسلمين، إلا بمشروع ربانيّ واعٍ مكتمل المعالم والأركان يخرجهم من حياة الذل والقهر والعبودية، مشروع يُعزّهم ويرفع شأنهم ويرضي ربّهم، ولا يكون ذلك إلا بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوّة، تقطع أيادي العابثين، وتُنسي مَن خلفهم وساوس شياطينهم، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رولا إبراهيم – بلاد الشام

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 آذار/مارس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع