- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤامرة تلو مؤامرة! ألم تكتف يا عميل الأمريكان أردوغان؟!
الخبر:
قال موقع إخباري إيطالي إن بوادر نهاية الحرب الأهلية في ليبيا بدأت تلوح في الأفق عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوصل إلى بعض الاتفاقيات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهي تطورات من شأنها أن تفتح عهدا جديدا في البلاد.
وأضاف موقع "إنسايد أوفر" أن تلك الاتفاقيات - التي لم ترشح بشأنها تفاصيل من الرئيسين التركي والأمريكي - توحي بأنه ما زال بإمكان الولايات المتحدة أن تلعب دورا إيجابيا في القضايا الدولية رغم أن صورتها ساءت بسبب تدخلها في شؤون منطقة الشرق الأوسط طوال العقود الأخيرة.
التعليق:
منذ متى يخرج من أفواه الأفاعي العسل؟! منذ متى تبدل الأفعى جلدها لتصبح حمامة سلام؟! منذ متى يجتمع الذئاب ويخرج من اجتماعهم وتوافقهم منافع للآخرين؟! كل هذه الأمور عبارة عن مسرحيات يعيها كل متابع للسياسة والأحداث السياسية.
فبادئ الأمر إن ما حدث في ليبيا بعد الانتهاء من عميل الإنجليز القذافي واستبدال أشخاص به ركبوا الثورة الليبية وجيروها لمصالحهم ومصالح من أوجدهم حتى سال لعاب رعاة البقر الأمريكان على كنوز ليبيا ومدخراتها، فما برحوا أن استعانوا بعميلهم القديم حفتر، وقاد ثورة مضادة على رجال الإنجليز في بنغازي وأوجد من يساعده على ذلك واشترى من باع نفسه مقابل دولارات أمريكا. وجندت أمريكا عميلها المجرم السيسي من أجل الدعم اللوجستي والعسكري. ومع هذا فإن عملاء الإنجليز وأذرعهم في ليبيا لهم عراقة في العمالة وهم كثر. فكان الأمر في غاية الصعوبة لأن تنقلب الأمور لصالح أمريكا ورجالها المتمثلين في حفتر ورجاله. وسارع حفتر إلى إنهاء الأمر عسكريا عن طريق استخدام ما توفر له من دعم من مصادر عدة ترضى عنها أمريكا وتضيء الضوء الأخضر لها. وكعادة أمريكا باستخدام كل الوسائل والطرق من أجل الوصول إلى هدفها لم تترك حفتر وحيدا في الساحة فأوعزت لعميلها النشط أردوغان بالدخول إلى الساحة الليبية بعد أن فشل حفتر وأعوانه في إنهاء الأمر بنفسه.
فها هو عميل أمريكا أردوغان استنفد كل الوسائل والإمكانيات في ليبيا من أجل تحقيق غاية دنيئة لأمريكا بأن يكون لها نصيب في ثروات ليبيا. وأصبح في عين الجهلاء المنقذ لليبيين وداعم الشرعية وناصر المظلومين! ولكن هيهات أن يكون حاملاً لأي صفة من هذه الصفات. فالقاصي والداني من أهلنا في ليبيا والمخلصين يعلمون أنه ما كان النظام التركي ليجرؤ على الخروج من أرضه إلى ليبيا لولا أنه أخذ الضوء الأخضر من سيده صاحب الصيت السيئ ترامب. وهذه التصريحات تثبت أن الأمر متفق عليه وهناك تنسيق على أعلى مستوى من أجل القيام بهذا الدور الحقير من تمكين أمريكا من ثروات ليبيا وجعلها مزرعة أخرى تضم إلى مزارع أمريكا بفضل عميلهم أردوغان.
وهنا علينا أن نلفت النظر إلى أمور مهمة؛ منها أنه مهما قدم العميل لسيده من خدمات فعندما ينتهي دوره يلقى به على قارعة الطريق غير آبهين به وتاركين التاريخ يلعنه. والأمر الآخر أن ليبيا بلاد عمر المختار ليست لقمة سائغة، وأن أهلها لا ينقصهم الوعي... ويعلم أهل ليبيا أن أمريكا والنظام التركي هم أعداء لبلادهم والأمور لن تسير كما يحبون ويرغبون. والأمر الأخير أن هناك جزءاً تجهله أمريكا وعملاؤها وهو أن خططهم ومكرهم لن يدوم ولو دام لغيرهم ما وصل لهم.
وأخيرا إن مكر الله شديد ومكر الذين كفروا بلا شك سوف يزول، وإن الأحداث لتثبت أن الأمور تسير لمصلحة أهل الحق، وهناك تدبير لهذه الأمة في الخفاء من الله تعالى لا يعلمه إلا هو سبحانه، وإن فجر الإسلام وأهله سوف يسطع وسوف تكون مؤامراتهم وأموالهم حسرة عليهم وإن هذا لقريب بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا