التوجيهات السعودية مصلحية

الخبر:

أعلن سفير السعودية في اليمن محمد آل جابر يوم الجمعة، إعادة العمل القنصلي في سفارة المملكة لدى اليمن بعد توقف دام لعدة أشهر بسبب جائحة كورونا. وأوضح السفير آل جابر في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، أن "هذه الخطوة تأتي ضمن مبادرات المملكة لدعم ومساندة الأشقاء من كل المحافظات اليمنية دون تمييز، ومنحهم المزيد من فرص العمل والزيارة". (روسيا اليوم).

التعليق:

تأتي هذه التوجيهات في هذا الوقت بالذات لأمور عدة يمكن أن نوجزها في الآتي:

1. نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي فاز فيها مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن حسب وسائل الإعلام الأمريكية - مع استمرار مقاتلة ترامب للفوز بولاية ثانية والتهديد بعدم التسليم لبايدن - ذلك الحزب الذي يفضل الأعمال السياسية على الأعمال الحربية العسكرية.
2. تأثير انعقاد قمة مجموعة العشرين، والتي تعتبر المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي، والتي تم عقدها افتراضياً في السعودية.
3. تحسين صورة السعودية المشوهة أمام أهل اليمن، وذلك لقبول ما يأتي من حلول عبرها لخدمة سيدتها أمريكا، مثلما يقوم بالدور نفسه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن.
4. الجانب الاقتصادي المتمثل في العجز المتوقع في الميزانية السعودية البالغ 298 مليار ريال إلى نهاية العام 2020، نتيجة تراجع إيرادات النفط نحو 30 بالمئة.
5. ما ستجنيه السعودية من عائدات تأشيرات العمل والزيارة وتجديداتها التي أثقلت كاهل الوافدين إليها.

إن ما يقوم به النظام السعودي من جرائم في حق أهل اليمن لا يمكن أن تغطيه مثل هذه التوجيهات ذات المغزى السياسي الذي لا يرى في المقام الأول إلا مصلحة النظام ومصلحة من يقف وراءه من القوى الدولية التي ترعى الصراع في اليمن، ولن يوقف ما يحدث في اليمن من استغلال لأهله والتلاعب بمشاعرهم إلا متى ما تم استئناف الحياة الإسلامية في اليمن وفي غيرها، وذلك بالعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، نسأل الله أن يعجل بقيامها، وأن يكون لأهل اليمن دور أساسي في ذلك كما كان لأسلافهم من الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ عبد الله القاضي – ولاية اليمن