- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إبعاد خان عن السلطة يُعجّل بأزمة في القيادة
الخبر:
أطيح برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تصويت بحجب الثقة في البرلمان، بعد أيام من محاولة عرقلة القيام بمحاولة مماثلة. (الجزيرة).
التعليق:
من الراجح أنه بعد نجاح التصويت بحجب الثقة عن عمران خان، ستتولى حكومة جديدة مؤلفة من شخصيات معارضة فاسدة مقاليد السلطة بمباركة الجيش. وقد أكد خان مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تسعى لإزاحته من السلطة. وأدت الإطاحة الكاملة بخان من السلطة وعودة السياسيين الذين فقدوا المصداقية، والتي سهّلها لهم الجيش بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى إيجاد أزمة في القيادة المنهجية في باكستان.
إن السياسيين الفاسدين ليسوا الجناة الوحيدين الذين يغذون أزمة القيادة، فكبار الضباط العسكريين والبيروقراطيون البارزون والصناعيون والقادة المدنيون مذنبون بالقدر نفسه. بعبارة أخرى، لقد تخلوا جميعاً عن مسؤوليتهم أو ببساطة دفنوا رؤوسهم في الرمال، والشيء الوحيد المشترك بين هؤلاء القادة جميعا هو عمالتهم للقوى الأجنبية.
والسياسيون الذين لا يخجلون من مغازلة المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين يذهبون إلى دبي ولندن وواشنطن حتى في أصغر القضايا. ونسبة كبيرة منهم يرغبون علانية في العبودية للقوى الغربية بلا خجل. وهناك السياسيون "الإسلاميون" الزائفون الذين لا تشمل مساهماتهم حتى الآن إلا على إضافة مزيد من الفساد إلى المشهد السياسي، وإضفاء الشرعية على الأفعال البغيضة للحكام، وتقويض ثقة الناس في الإسلام السياسي.
وسلوك كبار الضباط العسكريين قاسٍ بالقدر نفسه، فباجوا مثل أسلافه المخادعين، قد نقل الجبال طولا وعرضا لتأمين المصالح الأمريكية في باكستان، والمذبحة العشوائية للباكستانيين على أيدي الروبوتات التي تقلع من الطائرات بدون طيار الأمريكية المتعطشة للدماء من القواعد الجوية الباكستانية هي بعض من إنجازاته الجديرة بالملاحظة.
إن قطاع رجال الأعمال والصناعيين ليسوا في مأمن من هذا النقد، والتاريخ يشهد بأنهم راضون عن كونهم شركاء في أي حكومة - مدنية أو عسكرية - طالما تم الإبقاء على فاتورة الضرائب عند الحد الأدنى، وتم منحهم حصانة من التخلف عن سداد القروض، وعندما يتم قياس إنجازات رجال الأعمال من حيث نقل التكنولوجيا والمساهمة في الاكتفاء الذاتي للأمة، فإنهم لا يحرزون أي نتيجة، وباختصار، فقد فشلت القيادة الباكستانية منذ إنشائها في عام 1947 مراراً وتكراراً في تحرير باكستان من التخلف الفكري والتبعية السياسية والاقتصادية للقوى الاستعمارية.
يمكن أن يُعزى السبب الجذري لمأزق القيادة الباكستانية إلى عامل واحد، ألا وهو النظام الاقتصادي والسياسي الذي تركه البريطانيون وراءهم، والذي عدّلته الولايات المتحدة لاحقاً. لقد زرع هذا النظام بدقة عدداً كبيراً من القادة المدنيين والعسكريين المهزومين والفاسدين والمفتونين بالغرب. وفي حرصهم على خدمة القوى الغربية، تمت استعارة الحلول الغربية بلا هوادة وتطبيقها على جميع مناحي الحياة الباكستانية. وكان من المحتم أن تفشل عقلية القص واللصق لأن الحلول المعتمدة كانت منفصلة عن مشاكل باكستان وتعارض المعتقدات والقيم الثقافية التي يطمح إليها الناس. وبعد ذلك، شهدت باكستان سنوات من الاضطرابات والاستقطاب وصلت إلى ذروتها اليوم.
الخلاص الوحيد لباكستان هو أن تتولى قيادة إسلامية ديناميكية جديدة زمام السلطة وتقلب مسار الانحدار الباكستاني. ويجب أن تكون هذه القيادة مختلفة جذرياً عن الماضي ولا يمكن أن تكون لاعباً من أنظمة ومؤسسات الدولة الفاسدة. ويجب أن تمتلك إحساساً حاداً بمشاكل باكستان ورؤية مبدئية تعكس معتقدات وقيم الناس. ويجب أن تكون جريئة بما يكفي لقيادة الناس في ثورة شاملة ضد النظام العلماني الحالي والقضاء على كل بقايا الهيمنة الغربية، لقد وصف الغرب بالفعل هذا الاتجاه السياسي بأنه حركة لإعادة نظام الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي – ولاية باكستان