- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللادولة وانعكاسها على أمن الناس
الخبر:
شفق نيوز – أفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، بأن طائرة مسيرة مفخخة هاجمت مساء الأربعاء الموافق 8 أيار 2022 طريق أربيل – بيرمام، شمالي محافظة أربيل، وأدى لإصابة ثلاثة مدنيين أحدهم بحالة خطرة وإلحاق أضرار بعدة سيارات مدنية ومحل مأكولات.
ووصفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، ذلك الحادث بأنه "عمل طائش"، وشددت أن العراق ليس بحاجة إلى حكام مسلحين ينصبون أنفسهم زعماء.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال اتصال مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إن الاعتداء الذي تعرضت له مدينة أربيل، يترجم إصرار البعض على تكريس منطق الفوضى وضرب مفاهيم الدولة.
وحمّل مجلس الأمن في إقليم كردستان، يوم الخميس، مليشيا حزب الله في العراق مسؤولية الهجوم.
التعليق:
ليس هذا الهجوم هو الأول ولن يكون الأخير، فهو انعكاس لحالة اللادولة التي يعيشها العراق، والتي باتت كابوسا يؤرق الإنسان العراقي، ويهدد أمنه وحياته، ومع كل الأعمال التي تقوم بها الجماعات المسلحة من قتل وتهديد وتهجير ونشر للمخدرات، لا نسمع من الحكومة العراقية إلا التنديد والجعجعة بمحاسبة الفاعل، والإيحاء للشارع العراقي أنها تمتلك سيادة أو سلطة، مع يقين الشارع العراقي بعكس ذلك، والأنكى من ذلك، تصريح الولايات المتحدة أنه "لا مكان في العراق بما في ذلك إقليم كردستان لهجمات عشوائية مثل هذه والتي تقوض سلطة الدولة وتهدد سلامة وأمن الشعب العراقي"، مع علم العالم كله وإقراره، أن العراق لم يمر بفترة أسوأ من هذه الفترة التي أعقبت غزو العراق واحتلاله على جميع المستويات من أمن، واقتصاد، وقضاء، وتعليم، وأخلاق.
أيها المسلمون في العراق: إن هذا الواقع المؤلم الذي تعيشونه وعدم الشعور بالأمان على النفس والمال والعرض، هو أمر طبيعي وانعكاس حقيقي لدولة يقودها لصوص عملاء، لا يخافون الله واليوم الآخر، ولا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة، همهم الأول والأخير مصالحهم، ومكاسبهم، وخدمة أسيادهم.
وإن الخروج من ظلم الطواغيت، وظلام هذا الفساد، وتحقيق الأمن والأمان لا يكون إلا بدولة قوية، دولة رعاية لا دولة جباية، وليست أي دولة بل دولة تجعل السيادة للشرع والسلطان للأمة، دولة يكون الإمام فيها جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به، إمام تبايعه الأمة على تطبيق شرع الله وتحاسبه على ذلك، إمام يضع بين عينيه قول رسول الله ﷺ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
هذا هو العلاج الناجع والوحيد لحياة طيبة كريمة، فكونوا مع العاملين المخلصين لهذا الفرض العظيم، والله معكم ولن يَتِرَكم أَعمالكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مازن الدباغ