تونس: معالجة داء بالداء نفسه!

 

 

الخبر:

 

ترأس نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي إدموندو سيريللي، اليوم الأربعاء 19 تموز/يوليو 2023، الاجتماع الرابع لعام 2023 للجنة المشتركة للتعاون الإنمائي.

 

وخلال هذا الاجتماع وفقا للصفحة الرسمية للخارجية الإيطالية فقد تقرر تقديم قرض وصف بالمهم بقيمة 50 مليون يورو لمساعدة تونس، مرتبط بتنمية قطاع الطاقة، تماشيا مع الالتزام الإيطالي لمشروع خط كهرباء ELMED وفي إطار دعم إيطاليا والاتحاد الأوروبي للبلاد؛ كما تمت الموافقة على مشروع تدريبي للشباب التونسي يهدف إلى خلق فرص عمل على الفور، بمشاركة منظمات المجتمع المدني الإيطالية. (نسمة)

 

التعليق:

 

يُفهم من ظاهر الخبر وكأنّ إيطاليا جاءت لتنقذ البلاد من الأزمة الخانقة والحادة التي تعيشها والتي تهدد بانهيارها اقتصاديا وإعلانها الإفلاس في أية لحظة لأن الواقع المعاش في تدهور متواصل على جميع المستويات، وظروفَ العيش تحولت من سيئة إلى أسوأ.

 

ولكن هنا لا بد من التنبه أن إيطاليا ليست بصدد تقديم مساعدات، بل ستقدم قرضا للبلاد، والجميع أصبح يعلم أن من الأسباب الرئيسية لتأزم الوضع هي سياسة الاقتراض الذي اتبعها كل من حكم البلاد، وبالتالي فإن هذا القرض سيكون سببا في تعميق الأزمة لا حلّها، إذ لا يمكن معالجة داء بالداء نفسه!

 

هذا وقد أدلى تاياني تصريحات خلال إحاطة أمام مجلس النواب الإيطالي حول مذكرة التفاهم الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، حيث قال إن "مخاطر الانسحاب من تونس ستكون هائلة: زعزعة الاستقرار الإقليمي، انفجار تدفقات الهجرة، نمو النفوذ الروسي والصيني. كانت حكومتنا على علم بذلك دائما". وبالتالي فإن اهتمام إيطاليا بتونس يأتي ضمن مبدئهم الرأسمالي الذي يقوم على أساس المصلحة وليس من باب الإعانة، فإخراج تونس من الأزمة سيعود بالمنفعة على أوروبا من خلال محافظتها على تبعية البلد لها من جهة والحد من الهجرة غير الشرعية من جهة أخرى.

 

كل هذه المحاولات لمساعدة البلاد ستبوء بالفشل لأن الوضع أصبح سيئا لدرجة أن الحلول الترقيعية لن تغير في الأمر شيئا. إن الواقع يتطلب تغييرا جذريا يقوم على أساس سليم. ولهذا فإن الإسلام نظاما وعقيدة هو المخرج الحقيقي والوحيد من هذا المستنقع.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – ولاية تونس