مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 101

بيعة العقبة الأولى (2)

 

 

 

فلما عرض النبي ﷺ نفسه على من أسلم من أهل يثرب من قبيلتي الأوس والخزرج، قال بعضهم لبعض: أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود، وتتوعدكم به؟ فماذا حدث بعد ذلك؟ قالوا: ورب الكعبة إنه هو!! فقالوا: فلا تسبقنا إليه اليهود فلنؤمن به، فآمن السبعة رضي الله عنهم، وأرضاهم على رأسهم أسعد بن زرارة أميرهم. وعلمهم ﷺ شيئا من الدين، وانطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله!! فجاءوا في موسم الحج الثاني، فأصبحوا اثني عشر رجلًا. فاجتمعوا بالنبي ﷺ عند العقبة وبايعوا النبي، وكانت بيعتهم لا تشمل الجهاد.

 

فقال لهم النبي ﷺ «تبايعونني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئًا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب شيئًا من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه». فقالوا: قبلنا، وبايعوه، وانطلقوا إلى قومهم.

 

ونحن الآن في السنة الثانية عشرة من البعثة، فلما انطلقوا، طلبوا من رسول الله ﷺ رجلًا من أصحابه يعلمهم القرآن ويكون إمامهم بالصلاة وهم حديثو عهد بالإسلام؛ فاختار لهم ﷺ أول سفراء الإسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه.

 

مصعبُ بنُ عُمير، أو مصعب الخير كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك الفتى الرَّيانُ، المدللُ المنعَّمُ، حَديثُ حِسَانِ مكة، ولؤلؤةُ مجالسها وندواتِها. كان ينفق أمواله على أصحابه من الشباب في مكة في سهرات السمر، وكان يلبس أجمل الثياب، وكان أعطر أهل مكة، فلما أسلم منعت أمه عنه المال، وجعلته يلبس ثيابًا مرقعة خشنة، فاختاره النبي ﷺ أن يكون معلم الأنصار في المدينة، ولنرى ماذا فعل مصعب بالمدينة المنورة - رضي الله عنه - ها هي يثرب تفتح أبوابها، وقلوب أبنائها شيئًا، فشيئًا للنبي ... يتبع بإذن الله

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي