السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا أمل في قمة الأمل العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا أمل في قمة الأمل العربية

 

 

 

الخبر:

 

عقدت الجامعة العربية قمتها السابعة والعشرين في العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم 2016/7/25 لتكريس الجهود لحل القضية الفلسطينية تحت مسمى قمة الأمل. وقد عبر وزراء خارجية دولها خلال اجتماعاتهم التحضيرية قبل يوم عن دعمهم للمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام مع نهاية العام الحالي وإعادة إطلاق مفاوضات سلام بين يهود وعملاء من فلسطين.

 

التعليق:

 

لقد عقدت هذه القمة وسط غياب أكثر من نصف قادتها لتطلق أول إشارة على فشلها، وكان من المقرر أن تعقد ليومين فاختصرت اجتماعاتها إلى يوم واحد لتطلق ثاني إشارة على فشلها، فتظهر بذلك عدم جديتها وعدم الاهتمام بها عندما لا يحضرها أكثر القائمين عليها وتقوم ببحث مبادرة دولة استعمارية مثل فرنسا داعمة لكيان يهود. وهي الدولة التي لم تتمكن في يوم من الأيام أن تفرض مبادرة على الأطراف ولم تستطع أن تلعب أي دور رئيس في هذه القضية منذ نشأتها، فصاحبة المبادرات هي أمريكا بالدرجة الأولى وبريطانيا بالدرجة الثانية، وفرنسا تؤيد هذه المبادرة أو تلك حتى يكون لها وجود يذكر. ولهذا فإن مبادرتها محكوم عليها بالفشل إن لم تتبناها إحدى تلك الدولتين أو كلتيهما وتقوم وتضع كل ثقلها لإنجاحها، وهذا غير ظاهر حيث إن أكثر العملاء التابعين لتلك الدولتين لم يحضروا قمتهم، مما يثبت أن القمة فاشلة وأن الأمل الذي يرجوه أصحاب القمة لن ينالوه.

 

وقد أتت هذه القمة في خضم الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث إن يد أمريكا مشلولة ولا تتمكن من القيام بشيء، وهي توعز للأطراف الأخرى أو للعملاء أن يقوموا بشيء ما يشغلون أنفسهم والمنطقة لتظهر أن هناك أعمالاً تجري من أجل حل القضية الفلسطينية حتى تبقي على عملية السلام جارية فلا تتوقف نهائيا وتموت، وفي ذلك ضرر كبير على أمريكا التي تريد أن تفرضها على المنطقة لتثبت أنها صاحبة النفوذ ولتمارس سلطتها وهيمنتها على الأطراف حتى تحقق مصالحها. ولهذا قال أمين عام الجامعة العربية الجديد أحمد أبو الغيط أثناء إلقائه البيان الختامي للقمة: "إن الدول العربية ترحب بالمبادرة المصرية لحل القضية الفلسطينية كما ترحب بالجهود الفرنسية الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام".

 

وإذا كانت المبادرة الأمريكية بحل الدولتين فاشلة ولم تتمكن أمريكا من تطبيقها وهي الدولة الأولى وصاحبة الإمكانيات الضخمة رغم أنها وضعت كل ثقلها لتنفيذها منذ أن تبنتها في نهاية الخمسينات من القرن الماضي على عهد أيزنهاور، وجاءت إدارة أوباما وحاولت بكل جدية مرتين لبدء مسار المفاوضات ومن ثم تطبيقها وباءت بالفشل، وقد جعلت الدول العربية تتبناها عام 2002 في قمتها ببيروت تحت مسمى المبادرة العربية وقد أظهرتها كأنها من نتاج آل سعود في محاولة لخداع الناس الذين لم يعد ينطلي عليهم شيء. وقد تطرقت القمة إلى مواضيع اليمن وليبيا وسوريا ومحاربة الإرهاب وتأكيد الحلول الأمريكية والغربية لهذه القضايا لتؤكد عمالة هذه الأنظمة واستمرارها في تنفيذ المشاريع الاستعمارية.

 

والناظر في تاريخ القمم العربية منذ قمتها الأولى على عهد الملك فاروق عام 1946 في ظل الهيمنة البريطانية على مصر بعدما أنشأت بريطانيا الجامعة العربية عام 1945، يجد أن كل هذه القمم لم تصب في صالح العرب، بل في صالح بريطانيا لفترة من الزمن، ومن ثم في صالح أمريكا التي هيمنت عليها فيما بعد بواسطة عملائها. وإذا ظهر شيء أنها لصالح العرب فلم ينفذ، بل نفذ العكس، كالقمة التي عقدت في الخرطوم بالسودان على عهد عبد الناصر عقب هزيمته في حرب حزيران عام 1967 والتي أطلقت شعارا مشهورا "لا اعتراف ولا مفاوضات ولا صلح مع إسرائيل"، ومن ثم تأتي كل القمم بعدها لتصب في خانة الخيانة بالاعتراف والمفاوضات والصلح مع كيان يهود، وإن لم تعترف حتى الآن كل الدول العربية بصورة علنية ورسمية بهذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين إلا أنها كلها تعترف ضمنيا بهذا الكيان عند قبولها بحل الدولتين والذي يعني الاعتراف بكيان يهود. وتأتي القمة الأخيرة التي تأمل منها هذه الدول بدء المفاوضات وتحقيق السلام مع العدو لتعجل بالاعتراف العلني والرسمي بكيان يهود، فهي تنتظر الفرصة الأخيرة لتحقيق ذلك، لتحذو حذو النظام في كل من مصر والأردن في خيانتهما.

 

وإذا نظرنا إلى الناس في البلاد العربية وهم أصحاب القرار الحقيقي، فإننا نرى أنهم لم يعودوا يأبهون بهذه القمم ولا يعطونها أي اهتمام ولا يعولون عليها بشيء، وأصبحوا يدركون أنها صنيعة الدول الاستعمارية وتنفذ أجندتها ومشاريعها وأنه لا خير ولا أمل فيها. ففقدت هذه الجامعة أية مصداقية، فهي ساقطة حكما، وقد ثار الناس ليسقطوا مخلفاتها ويقضوا عليها وما زالوا في ثورتهم الطويلة التي لن تهدأ حتى تحقق هدفها بإذن الله بإسقاط هذه الأنظمة القائمة في هذه البلدان من جذورها، وإزالة الحدود التي رسمتها الدولتان المستعمرتان بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سايكس بيكو، والقضاء على كيان يهود الذي تعمل أمريكا على تركيزه بحل الدولتين، ومن ثم طرد كل هذه الدول الاستعمارية وتطهير المنطقة من براثنها، وطريق ذلك هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي أصبحت مطلب الأمة وأملها، وقد تجلى ذلك في ثورة الأمة بالشام المباركة التي ستنتصر في النهاية بإذن الله رغم حجم المؤامرات وفداحة الخسائر في الأرواح والممتلكات. ونقول لأبناء أمتنا من مشارقها إلى مغاربها الذين يتوقون للتحرير وخاصة للثائرين الصابرين الصادقين منهم في أرض الشام عقر دار الإسلام مذكرين إياهم بقول ربهم: ﴿فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وأًنْتُمُ الأًعْلَوْنَ واللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَاَلَكُمْ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أسعد منصور

آخر تعديل علىالخميس, 28 تموز/يوليو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الخميس، 28 تموز/يوليو 2016م 09:46 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 28 تموز/يوليو 2016م 08:55 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع