الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعه وسار على دربه, واهتدى بهديه, واستن بسنته, ودعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين, واجعلنا معهم واحشرنا في زمرتهم, برحمتك يا أرحم الراحمين.

يتطاول بعض الأقزام على السنة النبوية المطهرة فيشككون في رواتها وأنهم جاءوا بأحاديث من عند أنفسهم وتقوّلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن كتبهم الصحيحين والسنن مزورة، وهم بهذا يظنون أنهم سيبعدون الإسلام من حياة المسلمين، لكن هيهات فالسنة راسخة في قلوب المسلمين رسوخ الجبال الراسيات التي لا تهزها الصواعق الشديدة. فالحرب على الإسلام حرب مصيرية من قبل الكفار؛ فقد انهزموا أمام أحكامه الراسخة التي تقوم على قاعدة فكرية…

أحد الموازين المهمة التي لا يستغني عنها المؤمن، وتنظم جانباً مهماً من حياته، ومفهومها ان النصر من عند الله سبحانه، وأنه ينصر من يشاء، يقول سبحانه وتعالى: (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، ويقول سبحانه: (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم). لكن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين أن يعدّوا أقصى ما يستطيعون، فقال سبحانه: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون…

والفرق بين الغريزة ومظهر الغريزة، أن الغريزة متأصلة في خِلقة الإنسان تظهر بمظاهر متعددة، فلا يمكن محوها أو تعويضها بغريزة أخرى، بخلاف المظهر الذي يمكن إزالته بغيره، وتعويضه بمظهر آخر من مظاهر الغريزة. فمن ذلك معالجة الأثرة بالإيثار مثلاً.